قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن "الحزب يسجل، بكل مسؤولية، بوادر تطاحن اجتماعي يظهر في المغرب، وخير دليل على ذلك هو ما يحدث في كليات الطب والصيدلة"، مشيرا إلى أن الأمر "يبرز بأن هناك صراعا طبقيا بين من يتشبث بالقطاع العمومي ومن يريد خوصصته". واعتبر بركة في كلمته، التي ألقاها خلال الاحتفال بالذكرى 45 لرحيل زعيم حزب الاستقلال علال الفاسي، مساء اليوم السبت بمركز بوكماخ الثقافي في طنجة، أن احتضان "مدينة البوغاز" هذا الموعد السنوي، الذي يعتبره الحزب عودة للأصل، "جاء نتاجاً لتاريخها العريق بنسائها ورجالها"، مبرزا أن اللقاء فرصة لتجديد الميثاق والعهد بالبيت الاستقلالي ومواصلة مسار جيل الرواد. وعن اختيار شعار "الفكر المقاصدي والنموذج التنموي الجديد" لهذه المناسبة، قال الأمين العام لحزب الاستقلال إن المناسبة شرط، "فنحن نعيش الآن في عالم متجدد في فكره ومواقفه وأوضاعه السياسية، وفي مفاهيمه الساعية إلى تحقيق المصالح المرسلة في كل تجلياتها وفق قواعد منصفة تتجلى في مفهوم التنمية الشاملة". ومعرّجا على فكر الرّاحل علال الفاسي، قال بركة إن الزعيم الاستقلالي لم تكن تخفى عليه أهمية المقاصد في علاقتها بالاجتهاد، "إذ كان واعيا بالبعد المقاصدي للأمور، مما جعلها حاضرة في رسالته التي سطرها في كتبه، والمتمثلة في جوهرها في عمارة الأرض وإصلاحها وتحقيق المصلحة العامة لجلب المنفعة ودرء المفسدة عن المواطنين"، يضيف بركة. كما كان الرّاحل، وفق ما جاء في كلمة بركة دائما، "سبّاقا إلى تناول موضوع حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية، حيث قاربها من جوانب تنمية الوعي والحفاظ على الكرامة والحرية والعدل، معتبرا أن غاية الشريعة هي مصلحة الإنسان كخليفة في الأرض ومسؤول أمام الله". ولفت بركة الانتباه إلى أن حزب الاستقلال، وسيرا على نهج زعيمه الراحل، وتفاعلا مع إرادة الملك محمد السادس، ولتجاوز معوّقات النموذج التنموي الحالي، "سارع إلى اقتراح تصوره للنموذج التنموي الجديد انطلاقا من ثوابت ومرجعية الحزب، وتقديمه إلى الديوان الملكي، انطلاقا دائما من الرؤية المقاصدية والمرجعية التعادلية لتجاوز اختلالات النموذج الحالي". حريّ بالذكر أن اللقاء شهد أيضا تنظيم معرض صور للزعيم الاستقلالي الراحل، وكذا عرض شريط فيديو ضمّ شهادات لعدد ممن عاصروا الراحل، خصوصا في موضوع ارتباطه بمدينة طنجة وزياراته الرمزية والعديدة لها.