لمس مهنيو قطاع صناعة وتسويق المجوهرات التقليدية في الأسواق التقليدية بالمدينة القديمة وقيسارية الحفاري بالعاصمة الاقتصادية تراجعا كبيرا في رقم معاملاتهم للسنة الثالثة على التوالي، نتيجة انخفاض الطلب من طرف الزبناء. وقال مهنيون بقيسارية الحفاري الشهيرة في منطقة درب السلطان إنهم سجلوا تراجعا كبيرا في رقم معاملاتهم بنسبة زادت عن 80 في المائة خلال الشهور الأربعة والعشرين الأخيرة. وتحدث الصاغة الذين يعملون في مجال بيع المجوهرات الذهبية بالمدينة القديمة عن أن الركود عم تجارتهم في الفترة الأخيرة، وتأثروا بعزوف الزبناء عن اقتناء المجوهرات، إذ تراجع الطلب على هذه البضائع بمستويات غير مسبوقة. وربط الصاغة هذا التراجع بتضافر مجموعة من العوامل التي ترتبط بالقوة الشرائية للزبناء، التي تراجعت بشكل كبيرة، إلى جانب المنافسة الشرسة التي تفرضها المجوهرات التركية والصينية، الأصلية منها والمقلدة، على السلع المغربية. ويؤكد المهنيون أن المجوهرات التركية تسببت في كساد حقيقي لنشاط صناعة وتسويق المجوهرات المغربية الأصلية، نظرا لانخفاض سعرها الراجع إلى خفة وزنها، ويضيفون أن "جودة هذه المجوهرات التركية تظل محط تساؤل لكونها تعتبر من المجوهرات التي لا تتحمل الاستعمال المكثف، عكس المجوهرات مغربية الصنع التي تشتهر بمتانتها". ويشير هؤلاء المهنيون إلى أن معاملاتهم الحالية تنحصر في طلبيات تهم مجوهرات خفيفة الوزن، لا يتعدى سعرها 1000 أو 2000 درهم في غالب الأحيان، باستثناء بعض المناسبات التي قد تصل فيها الطلبية إلى 5000 درهم، خاصة إذا كان الزبون مقبلا على الزواج، "وهو أمر نادر الحدوث في هذه الأيام"، حسب بائع مجوهرات في قيسارية الذهب بمنطقة الحفاري في درب السلطان. وأوضح المتحدثون أن هذا الركود كان له تأثير سلبي كبير على مجموعة من محلات صناعة المجوهرات التقليدية، التي اضطرت العشرات منها إلى إغلاق أبوابها وتسريح العشرات من اليد العاملة المؤهلة، التي لم تجد بديلا في سوق الشغل المحلي.