قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري الوقف الكلي لبثِّ "راديو مارس" خلال التوقيت الاعتيادي لبث برنامجي "العلما د مارس" و"قضايا رياضية بعيون الجالية"، لمدة 15 يوما، ووقف البرنامجين المذكورين طيلة المدة نفسها. بلاغ ل"الهاكا" حول قرارها بشأن الحلقات التي بُثّت في 20 و21 ماي و4 يوليوز 2019 من برنامج "العلما د مارس"، وحلقة اليوم السابع من يوليوز في العام الجاري 2019 من برنامج "قضايا رياضية بعيون الجالية"، ذكر أن هذه الحلقات شابتها "مجموعة من الخروقات للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال الاتصال السمعي البصري، ولاسيما تلك المتعلقة باحترام الكرامة الإنسانية، ومحاربة الصور النمطية التي تحط من كرامة المرأة وعدم الحث على العنف أو الكراهية". وبعدما ذكر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري أنه يعتَبِرُ من أبرز أدوار الإعلام الرياضي، "الارتقاء بالنقاشات المحيطة بهذا المجال، وإشاعة المُثُل الرياضية وروح المنافسة الشريفة، والمساهمة في إبراز أدوار الرياضة في الاندماج والتنشئة المجتمعية والانفتاح على الآخر"، سجّل أن "الخطاب الموظّف خلال حلقات برنامج "العلما د مارس" يَحُثُّ ويحمل، ولو ضمنيا، فئة من الجمهور على التعصب أو العنف أو الكراهية بين المشجّعين أثناء التظاهرات الرياضية، لاسيما وأنه يفترض أن يمثّل منشط وضيوف البرنامج، بالنظر للمسؤولية المجتمعية للصحافيين والوظيفة الأساس لوسائل الإعلام، نموذجا وقدوة، لشرائح عريضة من الجمهور، خاصة الناشئين منه". كما اعتبر المجلس أن "تصريحات منشط البرنامج تجاه إحدى المستمعات من قبيل: "تمشي تبعد منا، سيري عا فحالك، المغرب مسالي ليك أنت تشجعيه ولا ما تشجعيه"، تُشَكِّلُ "مسّا بانتمائها وحسها الوطني"، وأضاف أن "ما ورد في هذه التصريحات يُقَزِّمُ وظيفة المرأة وإسهاماتها المجتمعية، وينتقص من كفاءاتها وقدراتها، كما يلغي حريتها وحقها في التعبير عن رأيها انطلاقا من وضعها كفاعل أساسي في المجتمع". وزاد البلاغ أن العبارات التي تضمّنها "برنامج "قضايا رياضية بعيون الجالية"، من قبيل "تفرجت فالباسكيط، أ عباد الله، الباسكيط ديال الدريات، واش باش تجلس تتفرج فالباسكيط فبطولة أوربا ديال الدريات، خاصك تكون مسالي قبّك... غير باش نهربو، غير باش نهربو من الواقع"، تكرّس "صورة نمطية مبنية على توصيف يحتقر الأداء الرياضي النسوي، والمستوى التنافسي للمرأة في الرياضة". كما سجّلت "الهاكا" أنه رغم الطبيعة التفاعلية لبرنامج "العلما د مارس"، فإن المنشط أمر على المباشر، وبطريقة فجة، المصلحة التقنية للبرنامج بقطع مكالمة أحد المستمعين لاختلافه معه في الرأي، وهو "ما يساهم في إضعاف ثقافة الحوار، ويمسّ بواجب احترام تعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي، كما أنه فعل يتنافى وواجب الحياد المفروض في الإعلام المهني". وأكّد المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري أنه اعتبارا لإنذاره عدة مرات شركة "راديو 20" بشأن برنامج "العلما د مارس"، وكونه قد سبق وأمر بوقف بث الخدمة الإذاعية "راديو مارس" خلال التوقيت الاعتيادي لبث البرنامج نفسه لمدة ثلاثة أيام خلال سنة 2018، فقد قرّر خلال اجتماعه المنعقد بتاريخ 11 يوليوز 2019، بناء على المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، واعتبارا للطّابع المتكرر للمخالفات المسجلة، "وقف بث راديو مارس خلال التوقيت الاعتيادي لبرنامجَي العلما د مارس وقضايا رياضية بعيون الجالية لمدة خمسة عشر يوما، مع وقف البرنامجين المذكورين طيلة نفس المدة".