1 - اندحار ما يزعم أنه مجتمع مدني إلى تحويل أداءاته المشوشة، إلى ما يشبه التفخيخ السياسي والمغامرة بقضايا الوطن، خصوصا ما يتعلق بقيم التنمية والشباب، يرمي الأحجار الكبيرة في المستنقع الآسن! التأخير المقصود لأهداف المجتمع المدني الأساسية، المرتبطة بمشاريع الثقافة والمراهنة على تخليقها وتقويتها في صلب اهتمامات المجتمع، سيؤخر لا محالة مفهوم إدارة التنمية واستدامتها. العقل الذي يدبر مكيدة تذكية سؤال هيمنة السياسي على الثقافي يحد بشكل مباشر مع إصرار وترصد، من جاهزية المجتمع الثقافي المدني من تحقيق جزء إستراتيجي لاحتواء إمكانية قابلية الإصلاح، وبالتالي تعميق أزمة التنمية، وتغييب المنطلقات الكبرى لبنائها على قواعد ذات أولوية ثقافية، وليس شيئا آخر! ارحمونا ودعونا نتدارك ما ضاع، فقد كبلتمونا بقيود الهدر والإغفال والعماء المضلل! ؟ 2- نحن نؤمن بمبادئ التطوع والنضال وتجويد العمل، لكننا نختلف في المنطلقات وترتيب الأولويات. فبينما نلح على اختيار النموذج والقدوة ونتلمس تجسير الأفكار القيمية كمبدئية ملهمة، يرى مخالفونا أن الأهمية ليس في ترتيب الأولويات وإنما في حصاد النتائج والنهايات! أتساءل كيف ننتج المعنى في غياب المبنى الذي يقوم عليه؟ وكيف نعبر الطريق ونحن واثقون من فساد حامل الرسالة؟! الأمر مثير للجدل وملهب للعقل! فلينظر أحدكم من يخالل؟ 3 - لا تقل كنت سأفعل، لولا. وقل أفعل ولا ألقى ذنبي بالذي فعلت لولا. فإذا ازدحمت عليك المواجع فاربط حجارتك ببطنك كي لا تمد يديك، فأنت سيد على هذه الأرض، إذ الشقاء يأتي دائما ونحن يائسون. وإذا استمر فقدنا قدرتنا للسيطرة على أخطائنا. يقول جون ميلتون ليس الشقاء أن تكون أعمى، بل الشقاء أن تعجز عن احتمال العمى. 4 - أسأل نفسي: بكم سنموت ما دامت الحروب تنسخ ما قبلها في الوحشية والقذارة والإجهاز النهائي على كل قيم الإنسانية والرحمة والتسامح؟! بكم سنموت وقد احترقت كل أشجار العالم وتأوبت كل بحار القطب المتجمد واستعرت القلوب حقدا وكراهية؟ بكم سنذهب للقيامة وقد ملأنا عصوبنا قلقا وانتهازية وتبرما عن وجوديتنا؟ ما أقسى الحكمة في نهاية محسومة.. في عماء يقطر عماء! 5 -الحب ليس موقعا صالحا للافتراض. الاقتناع بكونه رمية رمح وحيدة تثبت القدرة على استيعابه والإيمان المطلق به. ما عدا ذلك صيد خاسر في برك تضمر السوء والضلال. إنك إذا أدركت بؤبؤ الحب تجلاك وتوحد فيك .. ولا ينفصل ذلك عن رغبتك في تلمس ما تريد اصطياده أو القبض عليه.. المهم لا تنس وأنت تشاكل الطعم الذي تريده فخاخا للمضمر فيك أن تجتاز اختبار قدرتك على الصمود والانحراف ولو قليلا عكس ما يريده قلبك ..!؟ 6 – أما الآن فإن البصيرة ديدني. وما جادت به قريحة النظر لا يعدو أن يكون جسدا يتخمل وهنا وضعفا. أسدلت الستائر وأظفرت ملامح الغد الغامض، ثم أعدت عقارب الساعة للجُلَيْدة البيضاء التي تُغشِّي العينَ الناتئة، وتتغلف العقل الثائر .. أصبحت لا أخشى الرزق ولا أركن لمسامحة الغرباء. وإذ أفعل ذلك رهبة ورغبة، فإنما هو تأكيد على علم الله وقدرته ورحمته. فاللهم لك الحمد والشكر على جلالك وعظمتك وحكمتك. 7 -الريح التي تأويني في البراري سأشعل بها عزيمتي. والعصا التي كنت أهش بها على الروح القصية ستنبت مجددا من صخر قلمي.. لن يغمض لي جفن ما دامت أنفاسي تثرى وخطوي قبس من متاه في فلاة الجموح . 8 - يا أيتها المحبة الأزلية قلبي فاكهة المعرفة ودواة قرطاسي حكمة واثقة من نصر مؤزر.. القصيدة أنت تنذرينني بعاصفة نحل تنثر النيلوفر على رؤوس الأشهاد.. تأكل كل كائناتها على مائدة مخضبة بأرواح سيزيفية .. قودي، يا محبة الأصفياء، عشقي السحيق إلى الفكرة التي أتسلقها قطعة قطعة .. أعانق مداها عددا مددا، ولا أتعب من الركض خلف سرابها، دون أن ألقي اللوم على من طبع ذاكرتي بوشاية الشعر..