في أولى حلقات البرنامج السياسي "نقاش في السياسة" تستضيف جريدة هسبريس الإلكترونية القيادية الاتحادية حسناء أبوزيد، عضو المكتب السياسي السابق لحزب "الوردة"، التي طالبت إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، بالاستقالة إذا ما أراد إنجاح مسلسل المصالحة الذي أطلقه مؤخرا. أبوزيد قالت في الحوار الأسبوعي، الذي سيبث مساء الأحد بداية من التاسعة ليلا على هسبريس، إن "الكاتب الأول يريد دخول التاريخ، والباب الواسع هو تقديم استقالته من رأس الحزب"، مضيفة "لو كنت مكانه كنت سأقدم استقالتي من التدبير الآني لأننا نعيش داخل الحزب فوضى غير مسبوقة". وأوضحت النائبة البرلمانية السابقة في هذا الصدد أن "مسلسل التراجعات داخل الحزب كان يجب الوقوف عليه بعد المؤتمر الأخير، وهو ما أصبح مستحيلا مع القيادة الحالية"، معتبرة أن "إعلان لشكر استمراره على رأس الحزب حتى 2021 نوع من إجهاض المبادرة التي أطلقها". "ما يقع داخل الحزب اليوم هو أن القيادة الحالية تنتج قيما لا تسعف في تطور الاتحاد، بل تزيد خنقه"، تقول أبوزيد، التي ابتعدت عن الأضواء مدة طويلة، مبرزة أن "خرجات قياديي الحزب أثبتت أنهم لا يمتلكون المشروعية السياسية، التي يستطيع من خلالها القيادي حمل صوت ما يؤمن به كيفما كان، وأن تكون له القدرة على أن ينعكس ذلك على سلوكه". وعلاقة بموضوع الحريات الفردية الذي أثار نقاشا واسعا في المغرب، أوضحت أبوزيد أن "هذا الأمر يتطلب، بالإضافة إلى قراءة للواقع، طرح السؤال حول ما إذا كان مدخل تنظيم الحريات الجنسية يعتبر مدخلا لتنظيم المجتمع، وكذلك سؤال: هل كلما اجتمعت الحرية والرضائية والرشد تنتج لنا حقا يصبح الفضاء العام مسؤولا عن حفظه؟". وخلصت القيادية الاتحادية بخصوص هذا المحور إلى أن "الحداثة، كما أتصورها، هي توقع ما يحدث داخل المجتمع، وعدم تعريض الأمن الجنسي للمغاربة للمغامرة بفعل ردود فعل من قبيل ما نراه اليوم"، معلنة أنها "ضد أن تختزل الحريات الفردية في الجنس والإجهاض". وفي هذا الصدد قالت ضيفة "نقاش في السياسة": "لا توجد أسرة مغربية ستطبّع مع وجود حرية جنسية داخل محارمها مثلما وصلت إليه بعض الدول اليوم"، مشيرة إلى أن "الرضائية مبدأ لا رجعة فيه بين جنسين مختلفين راشدين، وهو ما تكفله مدونة الأسرة عندما اعترفت بابن الخطيبين". وأكدت أبوزيد في حوارها مع هسبريس أنها "ضد رضائية لا تحمل مساواة حقيقية بين الجنسين"، معللة ذلك بكون "كلفة الرضائية تتحملها النساء فقط، لذلك أنا ضد جعل أجساد النساء في خدمة الإنسانية، لأن هذا ينتج ضررا للمرأة باسم الكونية".