متحدين اتهامات الغياب عن ساحة النقاش والتدافع العمومي، بادرت أصوات متفرقة من الكتاب والروائيين والفنانين إلى "إطلاق مبادرة تدين أحكام معتقلي حراك الريف وجرادة، وتطالب بإطلاق سراحهم، معتبرين استمرار الاعتقال مسيئا للمغرب". وأطلقت أسماء معروفة عريضة تتشبث فيها "بالتضامن مع عائلات المعتقلين، وعن قلقها العميق من عودة المحاكمات السياسية وصدور أحكام قاسية في حق محتجين وإعلاميين، ومعاملة الحركات الاحتجاجية السلمية بالعنف ورفض الحوار". وتضم اللائحة الروائيين عبد الكريم جويطي ومحمد الأشعري وطارق بكاري وأحمد بوزفور، فضلا عن المسرحي عبد الكريم برشيد والناشط الأمازيغي أحمد عصيد وممثلين يتقدمهم محمد الشوبي وإدريس الروخ ورشيد أسلال وعبد اللطيف عاطيف. وناشدت العريضة "جميع المؤسسات والنخب السياسية والحقوقية وكل الأصوات الوطنية الحكيمة والمؤمنة بقيم حرية التعبير والحق في الاحتجاج من أجل الحياة الكريمة بالإنصات لصوت المجتمع وللغضب العارم لمختلف فئاته". وطالب المصدر ذاته ب"الانحياز للإنصاف والعدالة، وللعمل المشترك والمترفع عن الحسابات السياسية الضيقة، من أجل إيجاد حلٍّ لهذا الملف المسيء لصورة المغرب، عبر الإفراج عن معتقلي الحراك الاجتماعي بالصيغ القانونية المتاحة، وبما يحفظ كرامة الجميع". وفي السياق، أورد أحمد عصيد، موقع على العريضة، أن "العديد من الحركات المدنية حاولت حشد المثقفين والجامعيين والفنانين، من أجل إقناعهم بضرورة الإدلاء بآرائهم لصالح قضايا الحرية ونصرة المظلومين وكذا الدفاع عن التحديث". وأضاف عصيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الخطوة توازيها شبيهاتها بخصوص ملفات الحريات الفردية وغيرها، مسجلا أن المطلوب هو أن يصير المثقف ضمير المجتمع، وزاد: "الاعتقالات ليست حلا على الإطلاق". وأشار الفاعل الأمازيغي إلى أن "الاعتقالات تزيد الاحتقان، والحل هو توفير فرص الشغل للمواطنين"، مشددا على أن "الغرض من العريضة يبقى هو مواصلة الضغط على السلطة من أجل الافراج عن المعتقلين". وبخصوص سبب استمرار أزمة المعتقلين، قال عصيد: "داخل الدولة هناك صراع بين المؤسسات والمخزن؛ فالأولى مرحبة بالحوار، والثانية ترهب وتخضع الناس، وتعاقبهم على خروجهم إلى الشوارع من أجل الاحتجاج، وهذه الأخيرة مستمرة لغياب دولة ديمقراطية".