استقبل إسماعيل ولد الشيخ سيديا، رئيس الوزراء الموريتاني، يونس مجاهد، رئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين، على هامش ورشة عمل نظمتها الفيدرالية، بالتعاون مع رابطة الصحافيين الموريتانيين ونقابة الصحافيين الموريتانيين، حول آليات تشكيل مجالس التنظيم الذاتي للمهنة يومَي 19 و20 نونبر الجاري في العاصمة الموريتانية نواكشوط. وقال يونس مجاهد، الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الوطني للصحافة المغربية، في لقائه مع رئيس الوزراء الموريتاني إنّ الجارة الجنوبية تحتاج، "وفقا للمعلومات التي تلقتها الفيدرالية من أعضائها، إلى تعزيز قطاع الصحافة والإعلام من خلال وضع آليات ديمقراطية تساعد في تعزيز جودة الصحافة واستقلاليتها. كما أكد على ضرورة احترام حقوق الصحافيين وكرامتهم في إطار الاتفاقيات الجماعية والمعايير المهنية للصحافة". وذكر مجاهد أنّ الفيدرالية الدولية للصحافيين، المنظمة التي تمثل الصحافيين حول العالم، قد تبنَّت ميثاقا لأخلاقيات المهنة تم تحديثه في السنة الجارية 2019، ويستند إلى المعاهدات والمعايير الدولية، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويتألف من ديباجة، وستّة عشر نصا يحدد حقوق الصحافيين وواجباتهم التي تقتضيها أخلاقيات المهنة. وتمحور النقاش حول أهمية تعزيز دور الصحافة المهنية في تكريس حرية التعبير، وفي تطوير المجتمع، وحمايته من التضليل والأخبار الكاذبة. كما جرى الحديث عن التجربة المغربية، في التنظيم الذاتي، التي يمكن أن يتم الاستئناس بها. في اللقاء الذي حضر في استقباله إسماعيل ولد الشيخ سيديا، رئيس الوزراء الموريتاني، وموسى ولد البهلي، رئيس الرابطة، ومحمد سالم ولد الداه، رئيس النقابة. وقدّم يونس مجاهد، رئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين، خلال افتتاح أشغال الورشة التي حضرها كامارا سالم محمد، وزير الوظيفة العمومية، ممثلا للحكومة الموريتانية، كلمة أكد فيها أن هذه الورشة تهدف إلى تقديم الخبرات الدولية في مجال تشكيل المجالس الوطنية للصحافة والتنظيم الذاتي. واستعرض مجاهد التجربة المغربية، التي نتج عنها تأسيس المجلس الوطني للصحافة، بوصفه هيئة ديمقراطية ومستقلة، لتنظيم المهنة والحرص على احترام أخلاقياتها، مؤكدا أنها نموذج يمكن الاستفادة منه، مع مراعاة الخصوصية الموريتانية. وشدّد رئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين على "ضرورة تجاوز الخلافات والدخول في خطوات عملية، تفضي إلى التكتل وخلق إطار يوحد الجسم الصحفي الموريتاني"؛ وهو ما استجاب له رئيسا النقابة والرابطة، حيث اتفقا على خلق إطار مشترك، يكون المخاطب والمعبر الوحيد عن الصحافيين الموريتانيين، وفق نصّ البلاغ الختامي الصادر عن هذه الورشة. وتمخض عن اللقاءات، التي أشرف عليها مجاهد، التوقيع على اتفاق بين نقابة الصحفيين الموريتانيين ورابطة الصحافيين الموريتانيين، يقضي بإنشاء لجنة مشتركة، تدعى "لجنة توحيد الجسم الصحافي في موريتانيا"، ستتولى صياغة وبلورة أرضية مشتركة بين جميع الفاعلين في الحقل الصحفي بموريتانيا، تهدف إلى "إنهاء حالة التمزق، الذي أعاق العمل المشترك وحرم الصحافيين في موريتانيا من وجود جهة مرجعية واحدة يحتكمون لها ويناضِلون عبرها ليحققوا تأثيرا فعالا يرفع من مستوى المهنة الصحافية في موريتانيا ويجعلها شريكا فعالا ومؤثرا يخدم الصحافيين الموريتانيين. وجرى الاتفاق على أن تعمل اللجنة بالتشاور مع الهيئات الصحافية الأخرى، مع إشراك مختلف الصحافيين المهتمين، لرسم خارطة طريق واضحة، تحدد "من هو الصحفي؟" والمعايير المطلوبة، بالتشاور مع الجهات المعنية، قصدَ تشكيل هيئة للتنظيم الذاتي من أجل تأطير المهنة وتطويرها وتخليقها، حسب البلاغ.