حذرت منظمة الصحة العالمية مما أسمته قصور النشاط البدني، خاصة في صفوف الفتيان والفتيات بين سن 11 و17 عاما. وتبين المنظمة، ضمن دراسة حديثة، أن أكثر من 80 بالمائة من طلاب المدارس حول العالم لا يمارسون الساعة المطلوبة من الرياضة يوميا، وهي الأرقام التي تهم حتى المغرب. الدراسة التي أشرف عليها مختصون من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أنه في ما يخص المغرب عدم النشاط في صفوف الذكور سنة 2001 كان يمثل 83.1 بالمائة، وانتقل إلى 84.6 عام 2016؛ فيما في صفوف الإناث كانت تصل النسبة إلى 89.5 عام 2001، في حين انتقلت إلى 90.1 بالمائة عام 2016. وتوضح الوثيقة في ما يهم المعطيات العامة الخاصة بالمملكة، حول قصور النشاط البدني، أن النسبة العامة في صفوف المراهقين انتقلت من 86.2 بالمائة إلى 87.3 بالمائة. وتستند الدراسة إلى معطيات جُمعت حول 1.6 ملايين طالب، تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما في 146 دولة بين عامي 2001-2016، ووجدت أن الفتيات أقل نشاطا من الصبيان في جميع الدول التي شملتها. وأوضحت الدراسة أن القصور في النشاط البدني لدى الأولاد انخفض بشكل طفيف بين عامي 2011 و2016 من 80 بالمائة إلى 78 بالمائة؛ في حين لم يطرأ أي تغيير على النشاط البدني لدى البنات الذي ظل في حدود 85 بالمائة. وأكد معدّو الدراسة أنه لو استمر الانخفاض في معدلات القصور في النشاط البدني قد يتحقق الهدف الذي اتفقت عليه جميع الدول في جمعية الصحة العالمية عام 2018، وهو انخفاض بنسبة 15 بالمائة سنويا، أي 70 بالمائة مع حلول عام 2030. وأوضحت ليان رايلي، المشاركة في إعداد الدراسة، أن حقيقة أن الفتيات أقل نشاطا من الأولاد تبعث على القلق، وأضافت: "نحن بحاجة إلى فرص أكثر لتناسب احتياجات واهتمامات الفتيات، ولجذبهن للمشاركة في النشاط البدني، والحفاظ على هذه المشاركة إلى مرحلة النضج". وأفادت الدكتورة ريجينا غاتهولد، معدّة الدراسة، بضرورة اتخاذ سياسات عاجلة لزيادة النشاط الجسماني والترويج لمشاركة الفتيات في الرياضة البدنية. ويساهم النشاط البدني في تحسين نظام القلب والتنفس وفي تقوية العضلات والعظام والأيض، إضافة إلى التأثير الإيجابي على الأوزان وعلى الإدراك والحياة الاجتماعية؛ وهذه الفوائد ترافق الصغار حتى مرحلة النضج. وتؤكد المنظمة أنه بالإمكان الحصول على فوائد النشاط البدني دون القيام برياضة شديدة أو متعبة، إذ يمكن الحصول على المنافع عبر رياضات بسيطة مثل المشي أو الهرولة أو ركوب الدراجة.