قدم الكاتب كبير مصطفى عمي، روايته الجديدة "ابن عائشة"، التي تحكي تاريخ لقاء جرى سنة 1699 بين قرصان مغربي مشهور وبين إحدى بنات الملك لويس الرابع عشر. وعن هذه الرواية، يقول الكاتب إنها "تعكس الحقبة التي عاشها عبد الله بن عائشة، القرصان السلاوي الذي كان معروفا خلال القرن السابع عشر، والذي بدأ رحلة انطلاقا من مدينة سلا وصولا إلى إسلندا، جلب منها غنائم وحقق انتصارات ملموسة". وواصل الروائي سرده للقصة التاريخية "وخلال فترة سجنه من قبل البريطانيين لمدة ثلاث سنوات، استطاع ابن عائشة أن يتقن اللغة الإنجليزية ويستكمل اطلاعه على القيم الغربية. وعند عودته إلى المغرب، قرر السلطان المولى إسماعيل، بعدما بلغ إلى سمعه هذا الأميرال الكبير تعيينه سفيرا في فرساي، ليعالج مع الملك لويس الرابع عشر قضية السجناء المسيحيين المعتقلين في السجون المغربية". وهكذا، خلال حفل فاخر نظم على شرفه بقصر فرساي، يواصل المتحدث حكايته "التقى ابن عائشة بماري آن دوبوربون، الأميرة نجلة الملك لويس الرابع عشر، التي ارتبط بها في ما بعد". ومن خلال قصة الحب هاته، قدم الكاتب تفاصيل قوية وحاول قلب الأدوار، مسجلا أنه "في الروايات، إلى حدود اليوم، الأوروبيون هم من يأتون ليعرفوا كيف نعيش... هنا ابن عائشة، المغربي العربي المسلم هو الذي سيكتشف كيف يعيش الأوروبيون". قلب الأدوار الأول هذا، الذي يعتبر أساس رغبة كبير مصطفى عمي في كتابة هذه الرواية، واجهته رغبة النظر بشكل مختلف للحدود، ليس فقط الجغرافية، بل أيضا الدينية والثقافية والاجتماعية، من خلال حكي، عبر قصة حب، "أمور تبدو لي أساسية كاحترام الاختلاف واحترام الآخر واحترام الأديان، وطرح أسئلة بخصوص إمكانية أن نعيش معا بذكاء"، يوضح الكاتب. يذكر أن مصطفى كبير عمي كاتب من مواليد مدينة تازة سنة 1952، درس بالولايات المتحدة وإنجلترا قبل بأن يصبح أستاذا للغة الإنجليزية، وهو يعيش بفرنسا منذ قرابة ثلاثين سنة.