قصد حماية الكاتب والباحث المغربي الثّمانينيّ مصطفى النهيري من "الإفراغ" والتّهجير، جمعت عريضة جديدة توقيعات مجموعة من الكتّاب والمثقّفين والباحثين المغاربة. ووقّعت هذه العريضة، الموجّهة إلى كل من رئيس الحكومة والمدير العام للأمن الوطني ووزير الثقافة والشباب والرياضة ووالي الدارالبيضاء الكبرى وعامل الحي المحمّدي الصّخور السوداء بالبيضاء، أسماء ثقافية بارزة؛ من قبيل: عبد الكريم الطبال، أحمد لمسيح، محمد بنطلحة، إدريس الصغير، العربي بنجلون، محمد أديب السلاوي، خديجة الصبار، صلاح بوسريف، عبد الحي الملاخ، حسن نجمي، عبد الكريم جويطي، ومراد الخطيبي. وأدان نصّ العريضة بِشدة "ما تُقْدِمُ عليه بعض الجهات من اضطهاد ومضايقة واعتداء مادي ونفسي ملموس في حقّ الكاتب المغربيّ مصطفى النهيري، في محاولة غير لائقة تسعى إلى تهجيره و"إفراغه" من بيته الذي يقيم فيه منذ سنين عديدة، حيث يؤدي بانتظام ما عليه لشقة متواضعة يستغلها للاستقرار والسكن، وتقع بجماعة الصخور السوداء بالدارالبيضاء". وأضاف نصّ العريضة أنّ "في العامين الأخيرين، زادت حدة المضايقات ضد المواطن مصطفى النهيري، بهدف تشريده ودفعه إلى الرّحيل، لتحويل الشقة إلى غيره، غالبا بسومة مضاعفة وأكبر من التي يدفعها الكاتب بصفته مكترِيا قديما. مستغلين في ذلك عزلته وضعفه وكبر سنه، إذ يعيش وحيدا عازبا بلا رفيقة وبلا أولاد". وذكرت العريضة أنّ الاضطهاد قد بلغ في المدة الأخيرة درجاته القصوى، حتى "صار الكاتب يخشى المكوث بشقته، وأصبح أقرب إلى متشرد، يفضل التسكع عبر شوارع الدارالبيضاء والجلوس طويلا في مقاهيها، حتى يأخذ منه التعب والكلل مأخذه. علما أنه في العقد الثامن من عمره ويعاني من المرض". واعتبر الكتّاب والمثقّفون الموقّعون على العريضة أنّ "هذا التضييق والاعتداء التعسفيّ مُصادرةً لحقّ المواطن والكاتب والإعلامي المغربي مصطفى النهيري في السكن المَكفول بِحسب بنود الدستور المغربي والتشريعات المحلّيّة والدّوليّة، ومسّ باستقراره وبأمنه وسلامته الشخصية كإنسان ومواطن". وعبّر الموقّعون عن "مؤازرتهم وتضامنهم الكامل مع الكاتب مصطفى النهيري"، معوّلين على تدخّل رئيس الحكومة، والمدير العام للأمن الوطني، ووزير الثقافة والشباب والرياضة، ووالي الدارالبيضاء الكبرى، وعامل الحي المحمّدي الصّخور السوداء بالبيضاء، لوضع حد لهذا "الوضع غير المقبول، وتمكين المواطن والمثقف مصطفى النهيري من العيش في هدوء واحترام لشيخوخته وحماية وصيانة كرامته"، وفق تعبير نص العريضة.