حل المغرب في مرتبة جد متأخرة ضمن تقرير عالمي يتعلق بازدهار الأطفال؛ فقد جاء في المركز 105 على الصعيد العالمي ال13 على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متخلفا عن كل من تونس وليبيا والجزائر بمراتب كثيرة. التقرير الذي يحمل عنوان "توفير مستقبل لأطفال العالم"، الصادر عن منظمتي الصحة العالمية ويونيسف بالتعاون مع المجلة الطبية "ذا لانست"، وبتمويل من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والصادر عنه مؤشر ازدهار الأطفال، حل فيه المغرب في الرتبة 105 عالميا من بين 180 دولة. المؤشر الذي يقارن الأداء فيما يتعلق بازدهار الأطفال، بما في ذلك قياسات متصلة ببقاء الطفل ورفاهه، مثل الصحة والتعليم والتغذية، والاستدامة، مع إيجاد بديل لانبعاثات الغازات الدفيئة، والإنصاف، أو الفجوات في الدخل، حصل فيه المغرب فيما يهم الازدهار على معدل 0.61، وعلى معدل 0.68 في البقاء على قيد الحياة، وعلى 0.55 بخصوص الرفاه. وكلما اقتربت المعدلات من الصفر، كانت النتيجة سيئة للغاية، بينما المعدلات التي تقارب 0.25 تدل على الفقر، ومعدلات 0.50 تعني ليس فقيرا ولا كاف، فيما 0.75 تعني أنه كاف، أما 1.00 فيعني أنه مزدهر بشكل جيد. وتصدرت المملكة العربية السعودية قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحلت في الرتبة 36 عالميا، ثم الكويت في الرتبة 42، تلتها البحرين في الرتبة 47، والإمارات في الرتبة 49، فقطر، وتونس، متبوعة بعمان، والأردن، ولبنان، وليبيا، فالجزائر في الرتبة 85، ومصر في الرتبة 103. وحلت النرويج في الرتبة الأولى عالميا، متبوعة بكوريا الجنوبية، ثم هولندا، وفرنسا، وإيرلندا، والدنمارك، فاليابان، وبلجيكا، وايرلندا، والمملكة المتحدة. التقرير الذي أعدته لجنة تضم أكثر من 40 خبيرا في مجال صحة الأطفال والمراهقين من جميع أنحاء العالم خلص إلى أنه لا يوجد بلد واحد في العالم يحمي صحة الأطفال وبيئتهم ومستقبلهم بما فيه الكفاية. وقد اجتمعت اللجنة بناء على دعوة من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة، ومجلة "ذي لانست" البريطانية. وأكد التقرير أن صحة ومستقبل الأطفال واليافعين في سن المراهقة، في جميع أنحاء العالم، معرَّضان لخطر محدق نتيجة التدهور البيئي وتغير المناخ، ونتيجة ما وصفه ب"الممارسات التجارية الاستغلالية في الأغذية السريعة المجهزة بشكل مكثف والمشروبات المحلاة بالسكر والكحول والتبغ". وطالبت المنظمتان، منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة، بإلحاح، دول العالم بإعادة التفكير جذريا في صحة الطفل، في ظل تزايد التهديدات المناخية والتجارية. الرئيسة المشاركة للجنة رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، هيلين كلارك، صرحت بأنه "على الرغم من التحسينات التي طرأت على صحة الأطفال والمراهقين على مدار العشرين عاما الماضية، إلا أن التقدم وصل إلى حده، ومن المتوقع أن يتخذ اتجاها معاكسا." وتحدثت كلارك عن تقديرات تشير إلى أن "حوالي 250 مليون طفل دون سن الخامسة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل معرضون لخطر عدم بلوغ كامل إمكاناتهم التنموية، استنادا إلى قياسات غير مباشرة للتقزم والفقر."