"أقل من 24 ساعة على انطلاق القافلة التضامنية 11 الموجهة إلى ساكنة دوار تميضرت إقليم تنغير، ومازال لدينا خصاص في تغطية المواد الغذائية والأغطية.. ساعدوا تصدقوا على سكان هذه المنطقة الفقيرة، فإن الصدقة تطفئ غضب الرب، والله لا يضيع أجر المحسنين"، "تدوينة" كتبتها جمعية إنجاز في صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فخلفت العديد من ردود الفعل لدى نشطاء حقوقيون وجمعويين بتنغير. الجمعية ذاتها، بعد الانتقادات الحادة التي وجهتها إليها الفعاليات الحقوقية والجمعوية بإقليم تنغير، قامت بحذف "التدوينة"، خاصة أن بعض الفعاليات دعت إلى منع هذه الجمعية من توزيع أي مساعدة في المنطقة، مشيرة إلى أن ساكنة تيمضرت في حاجة إلى مشاريع تنموية واقتصادية وليس إلى الصدقة. وفي هذا الإطار، كتب موحا أوحا، أحد أبرز النشطاء على "فيسبوك" بمدينة تنغير: "وصلت مأساة العجز بتنغير ومسؤوليها وبرلمانييها وجمعوييها حتى تدخل جمعية من الرباطسلا لتطلب الإحسان والصدقة إشفاقا على حال ساكنة الجبال، وخاصة تيمضرت"، مردفا: "فلتعلنوا مهرجان التسول كبرنامج إقليمي وجهوي، فربما تجد الساكنة محسنين يحسنون إليها طعاما وشرابا ولباسا، أما الكرامة فما بقيت". من جهته، كتب جمال الموهني: "الأحزاب الجادة في خدمة المواطن تعتمد المقاربة الحقوقية، لا المقاربة الإحسانية"؛ فيما كتب محمد عزاوي: "سعار الانتخابات.. تمضرت فُقّر أغلب سكانها نتيجة كرامة وعزة نفس أهلها يا تجار الدين..". من جهته، كتب محسن بنداود: "هذه الجمعية تريد من عمليتها "الإحسانية" التي اعتبرتها صدقة أن تحطم كبرياء المنطقة وعزة نفس سكانها"، مضيفا: "على هذه الجمعية القريبة من حزب العدالة والتنمية الذي يترأس الحكومة أن تدافع من أجل تنمية المنطقة والعدالة المجالية.. ولا حاجة لأهل المنطقة بالصدقة". محمد أبغوس كتب بدوره: "غريب أمر مثل هذه الجمعيات التي تسترزق على حساب معاناة ومآسي المواطنين.. المواطن بهذه الربوع من الوطن له كرامته وعزة نفسه، ولا يقبل تحطيم كبريائه بملابس قديمة أو صدقة مفضوحة"، داعيا الدولة إلى مراجعة قوانين الإحسان العمومي الذي أصبح "يستغل في أغراض سياسية محضة"، وفق تعبيره. طلب الصدقة لفائدة ساكنة تيمضرت بإقليم تنغير من طرف جمعية إنجاز، من خلال منشورها الذي حذفته، يعيد إلى الأذهان فاجعة وفاة 15 امرأة بجماعة سيدي بولعلام، بإقليمالصويرة، بسبب تدافع أكثر من 1000 امرأة لحظة توزيع أحد المحسنين بعض المواد الغذائية، فأعطى حينها الملك محمد السادس تعليماته للقطاعات الحكومية المعنية لتنظيم الإحسان العمومي. ومن أجل استقاء تعليق مسؤولي جمعية إنجاز على هذا الموضوع، حاولت هسبريس بهم الاتصال أكثر من مرة، إلا أن الرقم الهاتفي الخاص بالهيئة وجد خارج التغطية.