حالة من الخوف والهلع تسود وسط المواطنين الإيطاليين على العموم، وبين أفراد الجالية المغربية بإيطاليا خاصة، وذلك خشية أن يتكرر السيناريو الصيني مع انتشار فيروس "كورونا" وتتم محاصرتهم ويسقط منهم مزيد من الضحايا. هلع وترقب وحسب ما أكدته حفيظة المكي، مغربية مقيمة بمدينة تورينو، فإن هناك حالة هلع وترقب وسط المواطنين عموما، سواء تعلق الأمر بالإيطاليين أو المغاربة، قائلة ضمن تصريح لهسبريس: "الناس يلزمون البقاء في بيوتهم ويتخذون الاحتياطات اللازمة". وأضافت: "نتمنى أن لا ينتشر الفيروس بالشكل الذي حدث في الصين"، مؤكدة أنه "في الوقت الحالي، يجري إغلاق المدارس والجامعات وحتى المساجد، فيما يلجأ الناس إلى شراء المواد الضرورية من الأسواق وتخزينها، كما يقومون بوضع الكمامات في أماكن الاكتظاظ". وتابعت المتحدثة قائلة: "أيضا يتم الاعتماد على أئمة المساجد لتحذير المواطنين، وإرسال رسائل صوتية عبر واتساب تتضمن الإجراءات الوقائية التي يجب الالتزام بها، من قبيل تفادي التقبيل عند السلام، والتزام مسافة من الآخرين، وتجنب الاكتظاظ". وأعربت حفيظة عن أملها في ألا يتم استغلال الوضع سياسيا، خاصة أن الحديث يجري عن كون المهاجرين هم سبب نقل الأمراض، وأبدت تخوفها من تكررا السيناريو الصيني وتعريض البلاد للعزلة، مشيرة إلى أن وزارة الصحة والأمن الوطني بألمانيا مجندان للحد من تفاقم الأوضاع. توجسّ فرنسي وخلية مغربية في الإطار نفسه، قررت بعض المدارس الفرنسية بباريس مراسلة أولياء أمور تلامذتها للتأكد إن كان أطفالهم أمضوا العطلة الأخيرة بإيطاليا، وشددت في هذه الحالة على ضرورة بقائهم بالبيت حتى مرور 14 يوما والتأكد من سلامتهم الصحية. وأعلن روبرتو سبيرانتسا، وزير الصحة الإيطالي، تعطيل المدارس والمكاتب والأنشطة الرياضية في المناطق التي ينتشر فيها فيروس "كورونا" في البلاد. من جهتها، أعلنت سفارة المغرب في إيطاليا، أمس الاثنين، أنه في إطار مواكبة التطورات المرتبطة بانتشار فيروس "كورونا" ببعض المناطق الإيطالية، تم إحداث خلية تتبع على مستوى السفارة والمراكز المعنية، قصد متابعة الوضع الصحي لأفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد والتواصل معهم بهذا الشأن. وأهابت السفارة بكافة أفراد الجالية المغربية التقيد بالتوجيهات والنصائح الصادرة عن السلطات الإيطالية المختصة، والاتصال الفوري بالرقم (1500) عند تسجيل أعراض لهذا الداء أو أي حالة مرضية طارئة. إغلاق الحدود وفي سياق متصل، أكد وزراء الصحة في دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أن حدود إيطاليا مع جيرانها ليست على وشك الإغلاق بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا القادم من الصين. وقال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، خلال اجتماع أزمة مع عدد من نظرائه في العاصمة الإيطالية روما: "نريد الآن توضيح حقيقة أنه لا توجد أي عملية لإغلاق الحدود بين بلادنا... سيكون هذا غير متناسب وغير فعال". بدوره، أشار ينس شبان، وزير الصحة الألماني، إلى أن "فرض قيود على الرحلات أو حتى إغلاق الحدود لن يكون إجراء مناسبا في الوقت الراهن". وارتفعت وفيات فيروس كورونا في إيطاليا إلى 11 حالة، وفقا لما أعلن عنه انجيلو بوريلي، رئيس هيئة الدفاع المدني في روما، اليوم الثلاثاء، بينما وصل عدد الأشخاص الذين أُصِيبوا بالفيروس في الوقت الراهن إلى 322 شخصا.