قرَّرت بعض شركات التأمين في المغرب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لمُحاربة الاحتيال في ملفات التعويض عن الحوادث والذي يكبدها خسائر مالية مهمة سنوياً. وقالت شركة سَهام للتأمين، التي اشترتها شركة جنوب إفريقية سنة 2018، إنها اختارت الاستعانة بحل تكنولوجي وفرته الشركة العالمية SAS مبني على الذكاء الاصطناعي لمحاربة هذه الظاهرة. وذكرت سَهام، وهي إحدى أكبر الشركات في قطاع التأمين في المغرب وإفريقيا، أن نسبة الخسائر التي تُقاس بنسبة التعويضات المطالب بها ومبلغ الأقساط المحصلة زادت بشكل كبير في المملكة، بمعدل احتيال يقدر بحالة من أصل 5 حالات. ويَعتمد الحل، الذي ستستخدمه شركة سَهام للتأمين لمحاربة الغش والاحتيال في ملفات التعويض، على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي بحيث يُتيح اكتشاف حالات الغش المحتملة إضافة إلى القدرة على مواجهتها بفاعلية. وقالت سَهام للتأمين، في بلاغ لها، إنها اختارت هذا الحل بعد مرحلة تجريبية أظهرت أداءً جيداً في الكشف عن حالات احتيال مؤكدة، مشيرةً إلى أن اعتمادها لهذا الحل التكنولوجي المتطور يجعلها أول شركة تأمين في المغرب تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي. يذكر أن شركة SAS الأمريكية هي صاحب برمجيات متخصصة في ذكاء الأعمال، وتتوفر على قرابة 14 ألف موظف عبر العالم، ولديها زبناء عبر 147 بلداً، وحققت رقم معاملات ناهز 3,27 مليار دولار سنة 2018. وحسب أرقام رسمية، فإن قطاع التأمين في المغرب حقق رقم معاملات قدره 43,1 مليار درهم خلال سنة 2018، بمعدل نمو بلغ 6 في المائة مقارنة مع سنة 2017، ليحتل بذلك المرتبة ال51 على مستوى العالم. ويحتل قطاع التأمين المغربي المركز الثاني إفريقياً بعد جنوب إفريقيا، والثالث في العالم العربي بعد الإمارات العربية المتحدة والسعودية. ويضم قطاع التأمين في المغرب 24 مقاولة للتأمين وإعادة التأمين؛ منها 20 شركة مساهمة، وأربع شركات تعاضدية للتأمين. وتتميز شبكة توزيع قطاع التأمين في المغرب بتنوعها، حيث تشمل 2084 وسيطاً للتأمين و597 مكتباً للعرض المباشر و6195 وكالة بنكية.