مبادرة جديدة تشجّع "البحث والنّشر الفلسفيّين" في المغرب بالعمل على طباعة مجموعة من أطروحات الماستر والدكتوراه التي أعدّها متخصّصون في الفلسفة. وتدعو هذه المبادرة، التي جمعت الجمعية المغربية لأساتذة الفلسفة ودار النهضة العربية - بيروتلبنان، طلبة سلكي الماستر والدكتوراه إلى إرسال بحوثهم قصد نشرها. ولا تقصد هذه المبادرة تحريك عجلة نشر الأطاريح الجامعية المعدّة في الجامعات المغربية فقط، بل تهدف أيضا إلى تشجيع البحث الفلسفي، والكتب التي تسبر غور الإشكالات الفلسفية بالبحث الأكاديمي، بعدما تعيد لجنة متخصّصة قراءة هذه الأطاريح قبل إحالتها على النشر لإتاحَتِها للقارئ المغربي والعربي. وقال كريم سفير، رئيس الجمعية المغربية لأساتذة الفلسفة منسّق المبادرة، إنّ هذه المبادرة جاءت لأن "مجموعة من الأعمال الفلسفية المهمّة التي يعدّها الطلبة في سلكي الماستر والدكتوراه لا تجد طريقها للنّشر وتبقى حبيسة الرفوف، وتنقل إلى الأرشيف قبل أن ترمى في القمامة". وأضاف سفير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ الجمعية ودار النشر "التنوير" ارتأيا مساعدة الباحثين الشباب من خلال هذه المبادرة على إخراج هذه الأعمال الفلسفية إلى حيّز الوجود. ووضّح منسق المبادرة أنّ تعاملها يكون مع أطروحات أكاديمية سبق أن أشرفت عليها لجان، ستعاد مراجعتها مع لجنة مشتركة ستسهر على عملية انتقاء البحوث والتحقّق من قيمتها المعرفية واستجابتها للمعايير الأكاديمية، على أساس أن تتواصل دار النشر مع المؤلّفين الذين سينالون الموافقة، لاتخاذ الإجراءات العادية حول الحقوق بين الكُتّاب ودار النشر. وبيّن المتحدّث أن هذه المبادرة لا تزال في بدايتها، وأضاف أنّ التوصل بالأطروحات قد بدأ، وأن اللجنة المعنية ستبحث فيها أوّلا ثمّ تحيلها على دار النشر. وذكر سفير أنّ اللجنة ستنظر في المواضيع المبحوث فيها أوّلا، وإشكالياتها، ومدى دخولها في صميم البحث الفلسفي، لأن هناك أطروحات تتوصّل بها ولا تهمّ الفلسفة بشكل مباشر. ونفى كريم سفير أن يكون هناك أيّ مقابل مالي سيؤدّيه المؤلّفون من أجل النشر، ودعا الباحثين إلى إرسال أطروحاتهم الفلسفية في الماستر والدكتوراه بالتواصل مع جمعية أساتذة مادة الفلسفة، أو مع منسق المبادرة.