في وقت تضاعف استعمال الأنترنيت تزامنا مع مرحلة الطوارئ الصحية التي دخلتها البلاد بسبب جائحة كورونا، كما لجأت عدد من الإدارات والمؤسسات إلى الاشتغال عن بعد بواسطة التطبيقات الذكية وغيرها، فإن مخاطر التعرض للقرصنة تزايدت كذلك. ووجدت بعض المؤسسات خلال هذه الفترة نفسها معرضة لهجمات سبرانية من طرف مجموعة من القراصنة، الذين يستغلون الثغرات الأمنية داخل مواقع الإدارات والمؤسسات، وكذا حواسيب المواطنين، لاختراقها وسرقة بياناتها وتعطيلها أحيانا. وكشفت شركة "ثروجانيا"، المتخصصة في الأمن الرقمي، أن الأشهر الثلاثة الماضية عرفت فيها العديد من المؤسسات والإدارات هجوما متزايدا وتعرضت لتهديدات إلكترونية، بالنظر إلى تزايد العمل عن بعد لدى الكثير من الشركات المغربية بسبب جائحة كورونا. ولفتت الشركة المذكورة إلى كون مؤسسات حيوية وإدارات رقمية تعرضت لعدد من الهجمات السِبرانية ولتهديدات إلكترونية من طرف مختصين مجهولين يعمدون إلى تعطيل وسرقة البيانات. ويستغل هؤلاء، حسب الشركة المختصة في الأمن الرقمي، ترك معظم المنصات لرقمنة مكشوفة ما يسهل استهداف سلاسل التوريد، وكذا استعمال تطبيقات هشة وغير محمية، مؤكدة أن هجمات عديدة ستتعرض لها المؤسسات والإدارات مستقبلا لهذا السبب. وأكد تقرير الشركة أنها تصدت خلال هذه الفترة من الحجر الصحي لعشرات الهجمات التي شنها قراصنة الأنترنيت على مواقع مؤسسات وكذا حواسيب شخصية تعود لموظفين بالشركات والإدارات. ويشير المصدر نفسه إلى كون تزايد الإقبال على الأنترنيت والعمل عن بعد سيعرضان المؤسسات غير المحمية إلكترونيا للعديد من الهجمات، وهو ما يُوجب بحسبه على مسؤولي الأنظمة المعلوماتية بهذه المؤسسات والإدارات والشركات تقوية بروتوكولات الحماية لجميع قنواتها الرقمية. ووضعت الشركة المختصة في الأمن الرقمي خبراتها في مجال الحماية رهن المؤسسات المغربية لفحص حلولها الرقمية والكشف المبكر عن أي ثغرات قد تكون سببا في اختراقها من طرف مختصين مجهولين، مؤكدة استعدادها لتقديم حلول مجانية ودعم تقني لهذه المؤسسات في ظل هذه الظرفية. وتدعو الشركة جميع أرباب الإدارات والمؤسسات والموظفين الذين يشتغلون عن بعد إلى الحذر أكثر في ظل هذه الظرفية من اختراق حواسيبهم ومواقعهم من طرف بعض الجهات، وذلك عن طريق تأمين وتقوية التطبيقات التي يستعملونها.
