خطاب بنكهة الوعيد من فصيل "وينرز"، وبلاغ وزع الكثير من "الإنذارات" من "الكورفا سود"، بمضامين مختلفة؛ لكنها توحدت في اعتبار فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، المسؤول الأول والأخير عن متاعب الوداد والرجاء الرياضيين، واحد على حساب الآخر، في نظر جماهير كل نادٍ، حتى بات كل طرف مشحون و"يده على الزناد" لتصيد تحركات الرجل تجاه الطرف الآخر. وبات لقجع "مغضوباً عليه" من جمهور الرجاء كما الوداد، بعدما عدّدَا من خلال بلاغين ناريين، متفرقين ومتواترين، مجموعة من المواقف، وإن كانت تخص لجاناً مستقلة أو غير تابعة لجامعة الكرة، إلا أن الفصائل المذكورة باتت مقتنعة بأن فوزي لقجع يظل المسؤول الأول والأخير عن اللعبة، والواجهة المفترضة للمسير الكروي في البلاد. مواقف مائعة.. اختار فوزي لقجع، بصفته رئيساً للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في غير ما مرة، عدم احترام مسافة "التباعد"، وفضل تكراراً، طيلة السنوات الماضية، إبداء "انزعاجه" من واقع أن الرجاء الرياضي يعاني من أزمة مالية، واستعداده للتضحية من أجل أن يستعيد الفريق "الأخضر" قواه؛ وهو ما لم يرق للوداديين، بداعي أن الرجل لا يتخذ المسافة نفسها بينه وبين باقي الأندية، بما أن هناك فرقا عريقة أخرى عانت وما زالت تعاني، ولم تنل التعاطف نفسه من المسؤول الأول على الجهاز الكروي في البلاد. وعود قوية وحماية ضعيفة! لم يترك لقجع المسافة بينه وبين شؤون الوداد والرجاء على حد سواء، لكنه في الوقت نفسه نال سيلاً من الانتقادات بداعي عدم حمايته لمصالح الفريقين، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالقضايا الخارجية، عندما يتوسم أنصار الناديين لمس الجدوى من تمثيلية رئيس الجامعة في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وعابت جماهير الوداد الرياضي على فوزي لقجع ما اعتبرته تقصيراً من الرجل في مساندته الفعلية للفريق في أزمة "رادس"، بداية بغيابه عن مسرح "الفضيحة"، حيث وجد سعيد الناصيري، رئيس النادي "الأحمر"، وحيداً بين رؤوس تتنفس الكولسة، أمام ضرورة اتخاذ قرارات حساسة، مستعيناً بالهاتف، وما تلاها من تفاصيل أتعبت أعصاب الأنصار، في قضية لم يكتب لها بعد الفصل الأخير. بين العصبة والجامعة.. البرمجة "ظالمة" في التصريحات والخطابات الرسمية، تظل البرمجة مسألةً تخص العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، وهي اللجنة نفسها التي خلقت الجدل بجدولتها المختنقة، في أحيان كثيرة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمباريات أندية ملتزمة بالمنافسة على أكثر من واجهة، والحديث هنا عن الرجاء بما أنه ينافس في مسابقتين خارجيتين (دوري أبطال إفريقيا وكأس أبطال العرب)، فيما الوداد الرياضي ونهضة بركان وحسنية أكادير ينافسون على الواجهة القارية فقط. وبقدر ما يكرر فوزي لقجع عبارات المساندة والدعم للأندية الممثلة للكرة الوطنية خارجياً، بقدر ما اختار وضع صرح بينه وبين العصبة في أزمة برمجة مباراة الدفاع الحسني الجديدي والرجاء الرياضي، تزامناً مع وجود الأخير في الجزائر لإجراء مباراتين عن منافستين مختلفتين، في التوقيت نفسه الذي اختارته لجنة البرمجة لخوض لقائه مع الفريق "الدكالي"، علماً أن التدخل في هذا الوضع كان واجباً؛ لحفظ تركيز الفريق "الأخضر" أولاً، ولوجود السبب القاهر ثانياً، ثم للسلطة المخولة للجهاز الأول على الجهاز الفرعي "العصبة"، لتفادي تبعات القرار الذي ما زال مخاضه يقض المضاجع.