أمرت النيابة العامة المختصة بسطات، الثلاثاء، بإجراء فحص طبي أو تشريح عند الضرورة لجثة رجل خمسيني، وافته المنية بعد صدمه بواسطة عربة مجرورة، على مشارف حي سيدي عبد الكريم بالمدينة ذاتها، في ظروف شكّلت موضوع بحث تمهيدي من قبل الضابطة القضائية بعاصمة الشاوية. وأفادت مصادر هسبريس بأن رجلا خمسينيا كان على مستوى شارع عبد الرحمان سكيرج، حيث صدمته عربة مجرور بدابّة (كرويلة)، أسقطته أرضا وسط بركة من الدماء، ليتم نقله على متن سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية نحو مستشفى المدينة، إلاّ أنه فارق الحياة. الحادث خلّف استياء وسط عدد من سكّان مدينة سطات، حيث عبّرت فعاليات جمعوية وحقوقية عن استنكاره، وطالبت بوضع حدّ لانتشار العربات المجرورة، التي تشكّل خطرا على المواطنين، فضلا عن انتشار الدواب التي تستغل في الجرّ، وهو ما يساهم في التأثير على البيئة وتشويه المجال الحضري. عبد الرزاق زاكي، نائب رئيس جمعية الإنماء للطفولة والشباب بسطات، قال في تصريح لهسبريس إن ظاهرة العربات المجرورة تعرف انتشارا خطيرا بالمدينة، فضلا عن مجموعة من المشاكل اليومية التي يعيشها السكان، خاصة على مستوى وسط المدينة وحي سيدي عبد الكريم. وأوضح زاكي أن أغلب العربات المجرورة تنشط حركتها على مستوى حي سيدي عبد الكريم (دالاس) ووسط المدينة، مرورا بشارع عبد الرحمان سكيرج، باعتباره من الشوارع الرئيسية، فضلا عن اعتماد عدد من سكان حي "دالاس" على هذه العربات في تنقلاتهم أمام غياب وسائل نقل بديلة وسط الحي. واستنكر زاكي حادثة الوفاة بسبب عربة مجرورة، وأوضح في السياق ذاته أن عددا من جمعيات المجتمع المدني سبق أن تقدّمت بمشروع في إطار اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بسطات للجهات المعنية، قصد حلّ مشكل العربات المجرورة، وتعويضها ب"الكوتشي" بطريقة مقنّنة ومرخّص لها، كما هو معمول به في مدن أخرى، أمام غياب شغل بديل لأصحاب العربات المجرورة لتأمين قوت عائلاتهم. وناشد عبد الرزاق زاكي ممثلي السلطة والمجلس البلدي بسطات التفكير في معالجة مشكل العربات المجرورة، وتنظيمها لحل مشاكل عدّة، كالبطالة، ووضح عدّ للعشوائية في هذا القطاع، وذلك بإخراج مشروع "الكوتشي" إلى حيّز الوجود.
