قال جمال الدين البوزيدي، أخصائي الأمراض التنفسية، إن المغرب مقبل على الموجة الثانية من الإصابة بكوفيد 19، مؤكدا أن هناك "تشابها في أعراض كل من الأنفلونزا الموسمية وكوفيد 19 في مرحلته الأولى"، ومتحدثا عن أهمية لقاح الأنفلونزا الموسمية الذي يعد نموذجا من نماذج الحماية، خاصة للفئات الهشة. وقال البوزيدي إنه لا بد من أخذ لقاح 2021 الذي يحمي الفئات الهشة، مثل المصابين بالربو والسكري وبأمراض تمس المناعة، مثل السرطان والقصور الكلوي، وأكد أن تصرف المواطنين مع المرض هو الذي يتحكم فيه، في ظل غياب الدواء واللقاح، منبها إلى أن "الدول التي نجحت في حصار المرض هي التي انخرط فيها المواطن في التصدي له، وكان الدرع الواقي عبر الإجراءات الاحترازية". من جانبه اقترح طيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، بعض الإجراءات للحد من خطورة تلاقي الوباءين، قائلا إنه يجب تلقيح أكبر عدد ممكن من الفئات الهشة ضد الأنفلونزا الموسمية، وكذا مهنيي الصحة والمهن المرتبطة والأساسية في المواجهة، مشيرا إلى أن "من شأن ذلك أن يحمي الكثير من الفئات الهشة ضد الإصابات الخطرة والوفيات المحتملة بسبب الأنفلونزا" وزاد: "طالبنا نهاية أبريل الماضي في مقال طبي وتدخلات إعلامية السلطات الحكومية المغربية بزيادة طلبيات استثنائية من لقاحات الأنفلونزا الموسمية، ومن المنتظر أن تشرع فعلا بلادنا في توفير هذه اللقاحات داخل الصيدليات بتغطية 100 بالمائة للمصاريف بالنسبة للمؤمَّنين، وبالمجان داخل المراكز الصحية". وأوضح حمضي أيضا أنه يجب التأكيد على الإجراءات الحاجزية، من كمامات وتباعد وتطهير اليدين وتجنب الازدحام والتجمعات والأماكن المغلقة، مع تهويتها، قائلا إن "هذه الإجراءات تحمي ضد كوفيد وتمنع تفشيه وفي الوقت نفسه تحمي ضد الأنفلونزا الموسمية وضد كل الأمراض المعدية الأخرى"، وأضاف: "إنها إجراءات بسيطة بنتائج مذهلة في الحفاظ على صحتنا وصحة أسرنا وصحة المجتمع ونشاطه الاقتصادي والاجتماعي والدراسي". ويشدد حمضي على أنه في غياب أو في انتظار تحاليل سريعة للفصل بين كوفيد والأمراض الأخرى، يجب تكييف بروتوكولات التشخيص والتكفل بما يضمن توازنا بين فعالية التحكم في وباء كوفيد من جهة، وعدم تعطيل الحياة العامة بسبب الشك وليس اليقين من الإصابة بكوفيد، مردفا: "نعني تخفيف بروتوكولات العلاج لدى الفئات الشابة والسليمة، وتخفيض مدة العزل إلى 10 أيام ثم 7 أيام بالنسبة للمصابين، لتسهيل احترام الإرشادات، مع تقوية الإجراءات الحاجزية". وأكد المختص ذاته أنه "من أجل تجنب إثقال كاهل المنظومة الصحية بسبب توافد مرضى الأنفلونزا ومرضى كوفيد 19 في الوقت نفسه، يمكن التخفيف من التوجه إلى المستشفى وحصره على الحالات التي تعاني من أعراض تنفسية حادة، والتكفل بكل الحالات الباقية بمنازلها أو بالمراكز الصحية الخارجية والعيادات الطبية"، وزاد: "هنا تلوح ضرورة إشراك الطب العام وطب العائلة وأطباء القطاع الخاص للمساهمة في التكفل الخارجي بهؤلاء المصابين"، مبرزا أنه "يجب التركيز في القادم من الأيام على التعريف بأعراض كوفيد والأنفلونزا وباقي الأمراض التنفسية الأخرى لدى عموم الناس لتسهيل التواصل الطبي وتنظيم الاستشارات الطبية وترشيدها".