أسف جماعي حام على تدوينات نشطاء مغاربة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعد وفاة الحبيب الهراس، الحارس بسجن تيفلت، ضحية طعنات غادرة لإرهابي تمارة، الذي تربص بالراحل ووجّه إليه ضربات قوية على مستوى الرأس. ولم تستسغ تدوينات مغاربة مقتل الإطار الشاب والد طفلين بتلك الطريقة، داعية إلى متابعة الجاني، ومستعيدة سجال الإعدام من عدمه، واستحالة إصلاح نفوس العديد من السجناء المتابعين في قضايا خطيرة تمس بالأمن العام. وترحمت عديد من التدوينات على روح الضحية، مشاركة تعزية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ثم تدوينة للصحافي المفرج عنه حميد المهداوي، الذي عايش مرحلة سجنية مع الراحل، وحكى عن المعاملة الحسنة التي كان يعامله بها. وكتب الصحافي المهداوي تأبينا للراحل: "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون يا الحبيب.. من بين أروع الموظفين في السجون المغربية، لن أنسى معاملته الحسنة لي ما حييت.. عاشرته لمدة سنة ونصف.. لم يعاملني موظف كما عاملني هذا الفقيد الرائع هو أب لطفلين، وهو من ذكرته بالاسم في أكثر من مناسبة خلال خروجي من السجن.. فاللهم ارحمه واللهم كن سندا لطفليه وزوجته في هذه المحنة الأليمة"، يقول المهداوي ضمن التدوينة ذاتها. واستعادت تعليقات أخرى شريط استهانة بعض المغاربة بعمل الأجهزة الأمنية، وخطورة الخلايا الإرهابية التي تفكك من حين إلى آخر، مطالبة بمزيد من الحذر وعدم تبخيس المجهودات، خصوصا أن البلد شهد "إرهاب إمليل" منذ فترة ليست بالبعيدة. بدوره، ترحم محمد عبد الوهاب رفيقي، المعتقل السابق والباحث في الشأن الديني، على فقيد تيفلت، وقال: إن العلاقة مع حارس السجن هي علاقة معقدة جدا، بحكم تجربتي الطويلة مع مئات حراس السجون هو من ناحية السجان هو الذي يغلق عليك الباب، لكنه كذلك مرآة على العالم الخارجي. وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط أن أحد السجناء بالسجن المحلي تيفلت 2 (زعيم خلية تمارة الإرهابية) قام، بتاريخ 27 أكتوبر الجاري، باحتجاز أحد الموظفين بالغرفة التي يوجد بها وعرّضه للضرب والجرح بأداة حديدية. وعلى إثر ذلك تدخلت فرقة التدخل السريع لتخليص الموظف المذكور وجرى نقله فورا إلى المستشفى، حيث فارق الحياة جراء الاعتداء الذي تعرض له، كما أصاب ثلاثة موظفين آخرين بجروح أثناء عملية تخليص الموظف منه. وأضاف بلاغ الوكيل العام للملك أن الأمر يتعلق، حسب المعطيات الأولية للبحث، بأحد المعتقلين ضمن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها بمدينة تمارة يوم 10 شتنبر الفائت، التي كانت موضوع بلاغين سابقين لهذه النيابة العامة بتاريخ 19 و22 شتنبر الماضي.