لم ينتظر السياسيون والاقتصاديون الكنديون أن يقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهزيمته وفوز غريمه الديمقراطي جون بايدن بالرئاسيات الأمريكية حتى تنفسوا الصعداء ورحبوا بهذا الفوز الذي يعد بزوال أربع سنوات عصيبة من العلاقات بين كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية خلال فترة دونالد ترامب. ويعتبر العديد من الخبراء الكنديين أن تولي الديمقراطي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس دفة الحكم بالبيت الأبيض فرصة مهمة لتعويض ما فسد من علاقات بين الجارين في العديد من المجالات، خصوصا منها الاقتصادية والتجارية، كاتفاقية التجارة الحرة والرسوم التي فرضها ترامب على الواردات الكندية من الفولاذ والألمنيوم، إلى حد تصريح الوزير الأول الكندي جوستن ترودو قبيل الانتخابات بما يفيد بأن العلاقات مع الولاياتالمتحدة لم تكن سهلة في السنوات الأخيرة، إذ قال إنّ العلاقات مع "حليفنا الأكبر وشريكنا الاقتصادي الأكبر لم تكن سهلة في السنوات الأربع الأخيرة". غير أن الوضع مرشح للتغيير بسبب نتائج انتخابات 3 نونبر الجاري، ففي مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية قال السفير الكندي السابق لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية ريمون كريتيان إن هناك العديد من العوامل التي ممكن أن تساهم في تحسين العلاقات بين البلدين، أهمها قرب الإدارة الأمريكيةالجديدة من كندا، بفضل المعرفة الجيدة لبايدن بالبلاد، بالإضافة إلى أن نائبته كاملا هاريس تجمعها علاقة وطيدة بمدينة مونتريال، حيث قضت خمس سنوات حينما تابعت جزءا من دراستها ما بين 1976 و1981 بمدرسة ويستماونت الثانوية. كما أن زوج وزيرة الخارجية المرتقبة في الحكومة الديمقراطية هو من أصول كندية. وفي السياق نفسه يعتبر وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان أن كل الظروف مواتية لإعادة إحياء العلاقات المتينة بين البلدين ومواجهة العديد من القضايا التي تهم الحليفين، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. تجدر الإشارة إلى أن جائحة كورونا والتغيرات المناخية والابتكار التكنولوجي معارك مشتركة بين البلدين، بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكيةالجديدة ستعطي دفعة قوية لاشتغال كندا على مستوى المؤسسات الدولية إلى جانبها، خصوصا في مواجهة الدبلوماسية الصينية؛ إذ تتوقع كندا أن يكون للتعاون مع الإدارة الأمريكيةالجديدة وحلفائها دور كبير في ربح العديد من الرهانات على هذا المستوى.