تنظم الجامعة المتوسطية في روما (إيطاليا)، بتعاون مع مكتب التعاون الدولي بجامعة طرابلس، محاضرة للدكتور زهير الوسيني عبر تقنية الفيديو حول موضوع "جيوبوليتيك وسائل الإعلام"، أمام عدد من أساتذة الإعلام الذين يدرسون بمختلف الجامعات الليبية، وذلك يوم الثالث والعشرين من شهر نونبر الجاري. وسيقوم بتأطير هذه المحاضرة، التي تدخل ضمن مجموعة من المحاضرات تنظمها الجامعة المتوسطية حول موضوع الإعلام وأخلاقياته، الدكتور علي منتصر كريم فرفر، أستاذ بجامعة طرابلس. وفي تصريح خص به هسبريس حول موضوع هذه المحاضرة، قال زهير الوسيني، الإعلامي المغربي المقيم بإيطاليا، إن "مفهوم جيوبوليتيك وسائل الإعلام هو محاولة حديثة نسبيا لاستيعاب مدى تأثير قنوات التواصل في عالمنا المعاصر وكذا تأثرها بالصراعات الدولية، حيث أصبحت جزءا من سياسة البلدان التي تريد أن يكون لها وزن على المستوى الإقليمي، الجهوي أو العالمي". من هنا أهمية تسليط الضوء على أنواع التجاذبات التي تميز هذه الوسائل باعتبارها "فاعلا مؤثرا في الواقع وانعكاسا له في الوقت نفسه". فوسائل الإعلام، يواصل الوسيني الذي يشتغل بهيئة التلفزيون الإيطالي "RAI"، "تعكس، من ضمن أمور كثيرة، الفضاءات الجغرافية التي تنتمي إليها المصالح الاقتصادية والسياسية التي تقف وراءها وكذا تناقضات المجتمعات التي تنتشر داخلها". فمن خلال قراءة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار حجم الدول ووزنها الإقليمي والدولي، يوضح الوسيني، "يمكن الإسهام في استيعاب أفضل للصراعات الموجودة أو الممكنة عبر دراسة متعمقة لمختلف قنوات الإعلام وكيفية تأثيرها وصناعتها للرأي العام". وأضاف أنه "عبر قراءة ولو سريعة للتحولات التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، وخاصة المنطقة العربية، تجعل من دراسة الإعلام أولوية لفهم أفضل لقواعد لعبة تتداخل فيها المصالح الدولية الكبرى بطموحات الشعوب في عيش كريم ورقي بالمجتمع". وأكد المتحدث أنه يتوجب التفكير في دور الإعلامي وفي مدى قدرته على الحفاظ على أخلاقيات المهنة داخل هذا الإطار، "عبر القيام بواجبه في نقل الخبر بدقة والتعليق عليه بموضوعية والإدلاء برأيه بحياد". واعتبر الوسيني ذلك "هو التحدي الذي يجب التفكير في كيفية خوضه من أجل إعلام يساهم في رقي المواطن والمجتمع".