سيجري الحديث عن عضو في جيش بوليساريو، يتعلق الأمر بأبي الوليد الصحراوي، زعيم فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الموجود في شمال مالي وجنوب الجزائر، الذي قدم ولاءه لأبي بكر البغدادي في ماي 2015. وكان أبو الوليد الصحراوي الناطق الرسمي باسم حركة "الموجاو"، قبل أن يشارك مع مختار بلمختار في تأسيس مجموعة "المرابطون"، بعد اندماج مجموعة "الموقعون بالدم" و"موجاو".. وسبق لأبي الوليد الصحراوي الضلوع في عملية اختطاف عاملي الإغاثة الإسبانيين أينوا فرنانديز دي رينكون وإنريك جونيالونس، بالإضافة إلى شابة إيطالية من مخيمات تندوف، في 22 أكتوبر 2011، قبل إطلاق سراحهم بفِعل دفع فدية. ظل أبو الوليد الصحراوي يشكل خطرا حقيقيا على المغرب، حيث دعا في ماي 2016 إلى مهاجمة ممثلي بعثة المينورسو في الصحراء الغربية، وثكنات الجيش المغربي والمنظمات الدولية. كما حرض على استهداف السياح الغربيين الموجودين في مختلف المنتجعات الساحلية في جميع أنحاء المغرب، هذا التهديد أخذ على محمل الجد؛ فمجموعته منتشرة في منطقة غاو، على الحدود مع النيجر، مع حدود بوركينافاسو وفي وسط مالي. ولد أبو وليد الصحراوي في العيون بالمغرب، جهادي صحراوي وعضو سابق في جبهة بوليساريو. شق الرجل طريقه سنوات عديدة وسط المياه المضطربة لسديم الانفصال، فهو رجل أعمال وإرهابي يتحرك في منطقة الساحل. استقر أبو وليد الصحراوي عام 2012 بمالي، حيث أصبح المتحدث باسم "حركة الموجاو" Mujao، وهي جماعة انشقت عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي(AQMI). انضم أبو وليد الصحراوي، في يونيو 2013، إلى حركة "المرابطون"؛ وهو اتحاد بين "الموجاو" وجماعة "ملثمو الجزائر" التي يتزعمها مختار بلمختار، الزعيم السابق للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.. سنتان بعد ذلك، وتحديدا في 13 ماي 2015، أعلن، عبر الإنترنيت، ولاء "المرابطون" لأبي بكر البغدادي وللدولة الإسلامية. وكان التحاق المرابطون بداعش بالنسبة لمختار بلمختار بمثابة خيانة قام بها أبو وليد الصحراوي لتتم إقالته وتجريده من مهامه من لدن قيادة جماعة "المرابطون"، فتشتت شمل الحركة، حيث تبع أبو وليد مائة مقاتل وشكلوا مجموعة جديدة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى سيعترف بها أبو بكر البغدادي رسميا في 30 أكتوبر 2016. في دجنبر 2016، شعر الجيش وخبراء مكافحة الإرهاب بالقلق من وجود هذه الخلية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية شمال ماليوالنيجر. ويمكن، وفقا لهم، أن تشكل نقطة جذب للمقاتلين العائدين من ليبيا وسوريا والعراق وقد تصبح خطيرة للغاية لدول أخرى ولا سيما المغرب. قاد أبو وليد الصحراوي هجمات عديدة في النيجر وبوركينا فاسو.. وكلما استشعر نمو عدد عناصر مجموعته وتطور إمكانياته فإن ذلك يدفع إلى الاقتناع بمحاولة استهدافه للبلدان التي لديه فيها أثقل الملفات القضائية. وفي نهاية عام 2016، أخذت السلطات المغربية التهديد الذي أطلقه أبو وليد الصحراوي على محمل الجد بعد إعلانه في شهر ماي من العام نفسه عزمه على مهاجمة قوات المينورسو والمغرب.. وقبل بضعة أشهر، هدد المملكة بهجمات مدمرة، ودعا إلى استهداف المسؤولين المغاربة ومقر إدارة الأمن الوطني والأماكن التي يرتادها السياح. كان أبو الوليد الصحراوي وراء نصب كمين أودى بحياة أربعة جنود أمريكيين وأربعة نيجريين في النيجر؛ فقد تعرضت دورية مشتركة تضم 11 جندياً من القوات الخاصة الأمريكية وثلاثين جنديا نيجيريا في 4 أكتوبر 2017 لهجوم شنه مقاتلون مرتبطون بتنظيم داعش في الصحراء الكبرى ومسلحون برشاشات وقنابل يدوية ورشاشات ثقيلة بالقرب من قرية تونغو تونغو على بعد نحو مائة كيلومتر عن نيامي بالقرب من الحدود مع مالي. في أكتوبر 2019، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة فرانس برس عن تخصيص "مكافأتين" في "ذكرى الكمين" وللمرة الأولى في إطار هذا التحقيق، "المكافأة الأولى يمكن أن تصل إلى خمسة ملايين دولار لأية معلومات يمكن أن تسمح بالتعرف على أو تحديد مكان عدنان أبو وليد الصحراوي زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى المنظمة الإرهابية التي تبنت الكمين". وأدرجت الولاياتالمتحدةالأمريكية، لسنوات طويلة، اسم أبي الوليد الصحراوي على اللائحة السوداء الأمريكية. في صيف 2020، قُتل أبو الوليد الصحراوي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقة الساحل العضو السابق في جبهة البوليساريو، إثر عملية عسكرية فرنسية. وأفادت جريدة "لاراثون"، نقلا عن مصادرها، بأن أبا الوليد الصحراوي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، قُتل على أيدي قوات النخبة الفرنسية في عملية وقعت في سياق عملية برخان، في منطقة تمالات غربي ميناكا قرب الحدود مع نيجيريا، إذ تأتي العملية الناجحة بعد تصفية عبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مالي.