خلد العالم، أمس الثلاثاء فاتح دجنبر، اليوم العالمي لمحاربة داء المناعة المكتسبة "السيدا" في ظروف استثنائية يخيّم عليها الهلع والخوف من انتشار فيروس جديد أودى بحياة الآلاف من المواطنين على الصعيد العالمي في ظرف قياسي. وفِي وقت كان فيه داء المناعة المكتسبة يشكل هلعا كبيرا للمواطنين ويتخوفون من الإصابة منه، فإن هذا الفيروس لم يعد يثير الرعب بالحدة التي كان عليها، خصوصا في ظل انشغال العالم بمواجهة جائحة كوفيد 19. وفي هذا الصدد، قال البروفيسور مهدي القرقوري، رئيس جمعية محاربة السيدا، إن هذا الداء "صار أقل رعبا قبل ظهور فيروس كورونا، على اعتبار أن مجموعة من الأدوية صارت تمنع تكاثر فيروس الإيدز في الدم، وبالتالي صار مرضا مزمنا؛ وهو ما جعل المواطنين لم يعودوا يتخوفون منه". وأوضح البروفيسور القرقوري، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ما زاد في ذلك هو أن هذه السنة "انشغل الجميع بفيروس كورونا، بالرغم من كون السيدا لم تتوقف الإصابات به". وشدد رئيس الجمعية سالفة الذكر، ضمن تصريحه، على أن هذه الجائحة العالمية "بعثرت خلال هذه السنة خدمات السيدا وعددا من الأنشطة التي كنّا نقوم بها من قبيل زيارة الأسواق الشعبية والقرى للتحسيس بالمرض، حيث شكل الحجر الصحي ومنع التنقل حاجزا أمامنا مقارنة بالسنين الماضية قبل ظهور كورونا". وبخصوص انتشار فيروس السيدا في صفوف المغاربة، سجل البروفيسور القرقوري، ضمن تصريحه، بأن الأرقام الأخيرة لسنة 2019 "تظهر أنه جرى التحكم في انتشار السيدا في المغرب، حيث صرنا أول بلد في المنطقة من حيث عدد الإصابات الجديدة، والتي تنخفض سنة تلو أخرى، ونتمنى أن نستمر في هذا النهج". ويؤكد المختصون أن فيروس السيدا لم يعد بنفس تلك الحدة التي كان عليها، إذ صار مرضا كباقي الأمراض، مشيرين إلى أن حامل الفيروس المذكور يمكنه التعايش مع مرضه والعيش حياة عادية بدون تعقيدات كما كان عليه في السابق. وتعرف المملكة، حسب وزارة الصحة، تطورا إيجابيا من ناحية تحسن الحالة الوبائية لداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، وكذا مؤشرات جودة محاربته في إطار البرنامج الوطني لمحاربة الأمراض المنتقلة جنسياً و"السيدا". ووفق ما أكده مسؤولو وزارة الصحة خلال تقديم التقرير العالمي حول "السيدا" لسنة 2019، فإن عدد المصابين المحتملين بهذا الداء يقدر ب21 ألف شخص، 77 في المائة يعرفون أنهم مصابون به، ويطمح المغرب إلى بلوغ هدف 90 في المائة في هذا الصدد كمؤشر لنجاعة برنامج الكشف المبكر لهذا الداء في أفق سنة 2021. وتشير المعطيات الرسمية للوزارة إلى أن أكثر من 14 ألف شخص، بما يمثل 84 في المائة من الأشخاص الذين يعرفون أنهم حاملون للفيروس، يتابعون العلاج المجاني في مراكز العلاج لداء فقدان المناعة.