لا أحقاد فيه.............. الحزب الذي نريد....شيء آخر غير الهيئة التي هو موجود عليها اليوم، وفي هذا الزمان الذي تساوى فيه الكسيح والسوي.. الحزب الذي نريد لا تسكنه الصراصير والعناكب و"بودالع".. الحزب الذي نريد لا تشتم فيه روائح كريهة ولا تزوره الجردان.. فتقيم فيه بعد أن يطيب له المقام.. الحزب الذي نريد كان "دولة" لوحده وفي شنقيط كان "حاكمها" بالميناء لا يأتمر إلا بالمراسلات القادمة من هناك، هناك حيث باب الحد، وبئر أنزران وساحة الشهداء وعرصةالمعاش وبئر كندوز. في ندوة حول موضوع الصحراء... راعني أحد العائدين من "قهر الجيران" حينما قال عن صدق... لم نكن نعرف غير الحزب... هو الذي كان يمدنا بالسلاح... وكان يمدنا بالمؤونة ويطمئننا على السلطان وينقل إلينا وصايا السلطان ورضاه.. حتى زارنا زمان تساوى فيه الخونة وأهل العزة والكرامة... ويختم الرجل قوله.. ياسادة حزبكم اليوم ليس هو ذلك الحزب... وقلوبكم ليست هي تلك القلوب.... وألتقط القول من جزئه لأواصل بلسان الشاعر.... ما كنت أوثر أن يمتد بي زماني حتى أرى "دولة" الأوغاد والسفل إن هذا الحزب سار إلى منحى لم نكن نعتقد أننا سالكوه... على الأقل من وجهة نظرنا "البئيسة" أو "الشريرة" ... حسب رغباتكم... فنحن الذين نصدح بالحق، في نظركم عميان أو نحمل أحقادا... أو في قلبنا ضغينة.. وليكن الأمر كذلك... اتقوا الله إذا كنتم تؤمنون بالتقوى، حتى يأخذنا الله بظلمنا.. ويجازيكم بحسن سريرتكم... إن ما أنتم عليه اليوم لايسر حبيبا ولا عدو... فلستم صورة من الحزب الذي نريد... الحزب الذي نريد مرجعيته ليست أفكارا ل Auguste Camte وإنما عقيدته الإسلام وأقول العقيدة وليست المرجعية... ففي هذا الحزب تشابه علينا البقر والمرجعيات… مع اقتراب حلول موسم المؤتمرات .. بدعوى تجديد النخب والهياكل و"التمرن" على لعبة الديمقراطية الداخلية.. تبوح أو تفوح أخيار عن ثلاثة مؤسسات أساسا على موعد قريب مع هذا التمرين. وكي لايضيع منا التنجيم.. أقصد الاستقلال والاتحاد والعدالة والتنمية. وإن كان أن العدالة والتنمية لازالت عذريته مصفحة.. لحد الآن.. بفعل أنه حزب جديد ولأول مرة يصل إلى سدة الحكم ولم تتسلط عليه أسراب الجراد ولم تستنبت فيه بعد أعشاب ضارة ولم يستنشق أهله بعد هواء ملوث.. الاتحاد والاستقلال مع الأسف، كان يعج بالرجال الكبار.. ليس سنا وإنما عقلا وحكمة ودهاء محمودا ونضالية عصماء.. إلى أن دب الهوان وباسم الانفتاح وفتح المجال أمام عموم القوم وباسم استجلاب الكفاءات وأن فلان كان بإمكانه الالتحاق إلا أن ظروف المخزن السابق لم تكن تسمح له ذلك. والآن قد عاد سالما يجر ورائه قبيلة أو قبيلتين.. وأن فلانة كانت تمد الحزب سرا بالدراسات والإستشارات.. وقد اقترحناها لتمثلنا في منصب كذا وكذا.. وما إلى ذلك من الكلام الذي "لايودي.. ولاي يجيب" على حد تعبير إخواننا أهل مصر الذين "قتلوا الزعيم" عن حق أو حقيقي..فصار بينهم مرسي.. وفتح شعارا في قلب صور حملته الانتخابية يقول.. الحل الإسلام أو الإسلام هو الحل... الآن وقد عبرت الدولة بحر الغليان و"الثورة" لم تعبر معها الأحزاب نفس البحر.. ولازال منطق السيد والأسياد ساريا.. تارة باسم "العائلة المجيدة" وثارة باسم الحركة التصحيحية و تارات أخرى باسم "العصبة أو العصابة" أو باسم المجموعة القوية والمجموعة الضعيفة أو ربما باسم الامتداد "الشعبي أو الانتخابي" المفترى عليه.. ظلما وكرها... وقد تداعى إل مسامعي أن هناك من أصبح يتكلم عن الامتداد التنظيمي ولمن لا يعلم معنى هذا الكلام الأخير.. أقول أن القصد هو الموالات أو "الزعامة" داخل تنظيمات الحزب الواحد.. لا يهم كيف ومتى وبأي جرم. ولكن المهم أن يقال أن فلان زعيم العمال وفلانة زعيمة الشباب وعلان زعيم المرأة.. والكل يساهم عن إدراك في إخراج رديء لمنطق يصبح فيه القائد بئيسا – والبئيس قائدا – وهكذا تولى الأمور لغير أهلها ... وتنصب المشانيق للبقية أو يلفها النسيان. إن هذا السلوك، يغذيه أيضا وأساسا منطق الانتفاع.. فالصدارة الحزبية سبيل أكيد الى الصدارة الرسمية .. والرسمي لا شأن له ..أو..لا يبحث في أصل ماهو غير رسمي.. ذلك شأن داخلي. وإذا جئتمونا بطاووس سميناه.. وإذا جئتمونا بحمار أعرج – اعتبرناه – سابقا... أو لم يقل الشاعر.. خلت الديار من الرخاخ ففزرت فيها البيادق وتسابقت أعرج الحمير فأصبح الأعرج منها سابق... إن الحزب الذي نريد...يحترم فيه التاريخ. وتقدر فيه المسارات. من أراد الإنضمام فيه الى توجه معين – فمرحبا به على ألا يعلو باسم الجاه أو السلطان أو القرب من مراكز القرار إلا بعد أن يفتش عن تجربة – ويثمر أنفه.. وتنضج حزبيته.. ياسادة "ليس كل ذي لب عليم" ياسادة ليس الكرسي من يصنع الرجال أو الزعماء بل الرجال و الزعماء هم من يصنعون الكرسي.. يا سادة السياسة ليست وسيلة للإغتناء أو الاقتناص أو الترقي الاجتماعي أو القرب من السلطان.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. وأن أكرمكم عند الحزب أصدقكم نضالية.. ياسادة إنه لمن العيب أن يتناطح عضوين في نفس الحزب ومن نفس الفريق ونفس اللجنة داخل قبة البرلمان.. ياسادة إن المسؤولية تربي وتلجم . والخلافات في المواقف إذا كانت تناقش أولا داخل المؤسسة الحزبية... حتى إذا جئنا للبرلمان نكون على قبل رجل واحد.. وإلا ما معنى المدرسة الحزبية لقد أبحر وزير" نحو حزب آخر وأبحر غفير "نحو ذات الحزب.. فأحرقا كل المراحل وتناقشافي موضوع حتى حضرتني تلك المقولة..."وإذا ناقشت مع غبي.. فاحذر أن يختلط على الناس أيكما أغبى..... إن الحزب الذي نريد ينجب النبهاء والفضلاء وأينما وضعتهم "كيحمروا لوجه" ويتكلمون بلغة الصدق والتبات ولا يتوارون وراء الكلام الخشبي أو يطلبون من مقدم البرنامج أن يتجاوزهم قائلين "فوتني بلاتي.." إن الحزب الذي نريد .. لا أحقاد فيه "ولا شي كيحفر لشي" وقديما قال الشاعر : "لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى في طبعه الغضب". [email protected]