في انتظار أن يعرف المغرب خلق قنوات تلفزيّة خاصة.. يسعى بعض الشباب المهووس بالفضاء الإلكتروني إلى خلق قنوات على ال "يوتوب".. يغازل من خلالها أحلامه ويبين فيها مهاراته في تقديم منتوج سمعي بصريّ بأقل الإمكانيات الممكنة. محمد لمنبهي واحد من هؤلاء الذين جعلوا من اليوتوب "قناة من لا قناة له"، وهو طالب في السنة الأخيرة من سلك الإجازة بهندسة الشبكات وحماية الأنظمة بالجامعة التقنية الحسن الأول بمدينة سطات، هوسه بالمعلوميات منذ صغره جعله يقبل على دراستها بكثير من التصميم، لينشئ موقعه الذي قدم من خلاله الدروس لزملائه وللراغبين في تعلم خبايا الحماية الإلكترونية. طموح محمد لم يقف عند مجرد موقع، بل تعداه لإنتاج مقاطع فيديو تعليمية بطريقة تحمل الكثير من التجديد في التعامل مع موقع اليوتوب، لتكون النتيجة برنامج العناكب، الذي يشرح من خلاله كيفية استخدام المواقع والبرامج المجانية بشكل هادف، وبحيوية تظهر مدى حماسة محمد في الوصول ببرنامجه إلى أعلى المستويات وإلى تجاوز تلك الحلقات القليلة التي رفعها على الموقع بشكل متتابع. التحدي الأكبر الذي حاول محمد النجاح فيه هو إنشاء أستوديو يقدم من داخله برنامجه، فعكس مجموعة من المدونين الذين يسجلون مقاطع الفيديو الخاصة بهم بكاميرات رخيصة الثمن بدون وضع ديكور يوحي أن الأمر يتعلق ببرنامج ما، قام محمد ببناء أستوديو خاص في غرفته، وضع فيه كاميرا تسجيل بإضاءة في المستوى، وبميكروفون بسيط، يسجل فيه حلقاته التي يقوم بإعدادها وإخراجها ثم توضيبها ورفعها على اليوتوب. لا يريد محمد منافسة القنوات المغربية، ولا يملك الإمكانيات لمنافسة برامج تصرف عليها ملايين السنتيمات، غير أنه يحاول جعل اليوتوب فضاء جديدا للتعبير بشكل احترافي بعيدا عن فيديوهات المبتدئين ذات الجودة الرديئة، وهي المحاولة التي جعلته يتلقى دعما صغيرا من إحدى الشركات بتوفيرها للخلفية الخضراء التي تشد انتباه المشاهد إلى برنامج العناكب. "طبعا أنا أخسر مالي ووقتي في البرنامج، لكنها هوايتي المفضلة ولن أتخلى عنها"، هكذا يصمم محمد على إتمام المسير، فالربح من اليوتوب بشكل كبير يبقى أمرا بعيد المنال في الوقت الحالي ببلادنا، مادامت مجموعة من القنوات الإلكترونية حاولت ذلك في وقت سابق لترتد إلى نقطة الصفر بالنظر إلى عدم توجه غالبية المعلنين المغاربة صوبها، وهو العائق الذي لا يمنع محمد من الحلم في سبيل إنتاج أستوديو حقيقي بفريق عمل متكامل يجعل من "العناكب" متطورا أكثر فأكثر.