فاجأ رجب طيب أٍردوغان، رئيس الوزراء التركي، مواطنيه بالقول إن حكومته ستدفع آخر ديونها، البالغة 400 مليون دولار، لصندوق النقد الدولي، بحلول 14 ماي المقبل، كآخر دفعة من الدين الذي اقترضته تركيا من الصندوق الدولي والبالغ 23.5 مليار دولار، لتتحول بذلك تركيا من دولة مدينة إلى دولة دائنة للصندوق ب5 مليارات دولار. وزاد رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، أثناء كلمة متلفزة ألقاها تحت عنوان "على طريق خدمة الشعب"، أن بلاده أصبحت اليوم قادرة على التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بإمكانياتها الخاصة، وذلك بالاستناد على مجهودات مجالي البحث والتنقيب عن تلك الثروات، آخرها إطلاق سفينة التنقيب "خير الدين برباروس"، الذي تم تحت إشرافه في ال23 من فبراير الجاري. وأوضح أردوغان أن احتياطات النقد في المصرف المركزي لتركيا بلغت أكثر من 125 مليار دولار، في وقت تدفع فيه 16% من الضرائب كفوائد، وتخصص الباقي للاستثمار، منتقدا الحكومات السابقة التي كانت تدفع 86% كفوائد فقط. "الأمة التركية كانت ولا زالت شغلنا الشاغل" هي الجملة التي لخص بها أردوغان سياسة حكومته، وهو القائل إنه لا يسمح بالعنصرية والتمييز في بلاده، موضحا أن الحكومة القائمة على شأن البلاد، تضع تحت أقدامها أي فكر قومي قائم على العنصرية والتعصب، مبينا أن القومية بالنسبة له تعني خدمة الأمة، ورفع شأنها، وتقوية أواصر الأخوة بين طوائفها المختلفة، ورفع مشاعل من نور لإنارة الطريق للمستقبل. من جهة أخرى، طالب رجب طيب أردوغان، خلال منتدى الأممالمتحدة الخامس لتحالف الحضارات، المقام هذا الأسبوع في العاصمة النمساوية فيينا، بتجريم العداء والخوف من الإسلام "الاسلاموفوبيا"، واعتباره جريمة ضد البشرية، "تماما كما تجرم الصهيونية، ومعاداة السامية، والفاشية"، معتبرا أنه ليس ثمة دين سماوي يجيز "الإرهاب". وهو الخطاب الذي أثار غضب "إسرائيل" وحلفاءها، حيث سارع رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتانياهو، تلك التصريحات بأنها "سوداء وكاذبة اعتقدنا أنها انتهت من العالم"، فيما اعتبرت واشنطن، عبر المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أن وصف الصهيونية ب"الجريمة ضد الإنسانية.. مسىء وخاطىء"، كما تأسف متحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من موقف أردوغان، معتبرا إياه "جارحا ومن شأنه أن يؤدي إلى انقسامات". ودأب أردوغان خلال السنوات الماضية على توجيه انتقادات شديدة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي بفلسطين، إلا أن العلاقات بين تركيا و"إسرائيل"، الحليفين القويين في السابق، ستعرف حالة من الجمود منذ عام 2010، بعد مقتل 9 أتراك من قبل كوماندوس إسرائيليين إثر اقتحام السفينة التركية التي كانت تنقل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. ❊ صحافية متدربة