انطلقت مناورات الأسد الإفريقي 2021 بداية الأسبوع الجاري، وتشهد نسخة هذه السنة إضافة إلى المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية، مشاركة مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة، ويتعلق الأمر ببريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، علاوة على الحلف الأطلسي، ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة في إفريقيا وأوروبا وأمريكا، والآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات فضلا عن عدد كبير من العتاد والمعدات العسكرية البرية والبحرية والجوية، وما يميز تدريبات هذه السنة، أنها ستشمل عدة مناطق داخل التراب الوطني منها نقط متفرقة من الصحراء المغربية من قبيل طانطان والمحبس، تكريسا وتعزيزا للموقف التاريخي الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء. وإذا كان لا مناص من توجيه صفعة إلى أعداء الوطن من الحاقدين والمتربصين والمشوشين خلال هذه الظرفية الخاصة، التي تكالب فيها علينا الأعداء في الشمال كما في الشرق في إطار مؤامرة "بن بطوش"، فلن نجد أحسن من مناورات الأسد الإفريقي الذي سيزأر لأول مرة في عمق الصحراء المغربية رغما عن أنف الأعداء الحاقدين والمتربصين، ولن نجد من إشارة للتعبير عما بات عليه المغرب من مكانة ومصداقية وأهمية جيوسياسية واستراتيجية، سوى توجيه البوصلة نحو حجم الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في تمرينات هذه السنة، والذي يعكس بما لا يدع مجالا للشك، دعم هذه الدول للمغرب وتزكية لسيادته على كافة أراضيه، ورفضا حقيقيا لكل المناورات والمواقف العدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة، مما قد يبشر باتساع دائرة الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء في قادم الأيام. وعندما يزأر الأسد المغربي الإفريقي في قلب الصحراء المغربية، من الطبيعي أن تخرس ألسن العصابات وقطاع الطرق، ويتوارى دعاة الوهم والانفصال عن الأنظار، ومن ما زال يترقب أن يرد المغرب عن المغامرين والمتآمرين "البطوشيين"، نؤكد أن المغرب هو دولة حكيمة وعاقلة، لذلك، فهو يتفادى الانفعالات وردات الأفعال السريعة الفاقدة للبوصلة، كما يفعل كبرانات "آل بطوش"، ولا يرد على السفهاء والحمقى والمعتوهين، إلا بلغة الصمت وخطاب الحكمة والمواقف "الناعمة"، كما يحدث الآن مع مناورات الأسد الإفريقي، وكما حدث مع القرار الذي اتخذته السلطات المغربية، القاضي باستثناء الموانئ الإسبانية من عملية مرحبا 2021، بكل ما سيترتب عن هذا القرار السيادي من خسائر مالية فادحة جسيمة، بالنسبة لعدد من القطاعات الإسبانية المرتبطة بعمليات العبور، من شركات الشحن وموانئ وفنادق ومحطات الخدمة وباحات الاستراحة وغيرها. ولا شك أن أوراق كثيرة ما زالت في حوزة الرباط، قادرة على الإرباك والإزعاج والإحراج والعزلة، يمكن إشهارها بحكمة ونجاعة وتبصر عند الضرورة، لكسر شوكة الأعداء والحاقدين، على أمل أن تستوعب إسبانيا الدرس، وتدرك أن مغرب اليوم حقا، ليس هو مغرب الأمس، وستبقى يد المغرب ممدودة إليها من باب الصداقة والتعاون وحسن الجوار، إذا تنازلت عن حمقها وتهورها "البطوشي"، وآمنت بأن مستقبلها مع المغرب الذي يملك مفتاح إفريقيا، أما كبرانات "آل بطوش"، فليس أمامهم إلا التواري عن الأنظار والإنصات لزئير الأسد المغربي الإفريقي، لعل وعسى تتحرك في قلوبهم مشاعر العروبة والأخوة والدين وحسن الجوار... وإذا لم يرد عليهم المغرب أو يسايرهم في خرجاتهم وزلاتهم وحماقاتهم، فلأنه دولة مسؤولة وعاقلة تراعي الدين والعروبة والأخوة وحسن الجوار، لا ترد ولن ترد على المراهقين والتافهين والحمقى والسفاء والمعتوهين...