تسعى مدينة الدارالبيضاء إلى الاستعانة بخبرات الشركات الصينية والأوروبية الكبرى المتخصصة في الحلول البيئية المبتكرة، من أجل وضع نظم تكنولوجية لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استعمالها في سقي المساحات الخضراء بالعاصمة الاقتصادية. وتهدر مدينة الدارالبيضاء كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي، التي يتم صرف جزء مهم منها في مياه المحيط الأطلسي، من ضمنها 150 مليون متر مكعب يلقى بها سنويا من طرف محطة التصفية بالعنق. وتحاول شركات أجنبية كبرى، منها شركات صينية عاملة في مجال تصفية مياه المجاري، الظفر بصفقات مربحة بالعديد من المدن المغربية، وعلى رأسها مدينة الدارالبيضاء. وقال عبد المالك لكحيلي، نائب رئيس مجلس جماعة الدارالبيضاء، إن "تصفية مياه الصرف الصحي مشروع كبير سيساهم في توفير كميات كبيرة من المياه الصالحة للاستعمال في مجال ري المساحات الخضراء". وأضاف نائب رئيس مجلس جماعة الدارالبيضاء، في تصريح لهسبريس، أن "الشركات الصينية مهتمة بشكل كبير بمشروع من هذا القبيل؛ فقد تم عقد لقاء مع وفد صيني ضم مسؤولين محليين ورجال أعمال، جرى خلاله عرض الخطوط العريضة لمشروع معالجة وتدوير مياه الصرف الصحي". وأوضح لكحيلي أن "هذا اللقاء الذي تم مع الصينيين، شكل فرصة للاطلاع على التقنيات الجديدة المستخدمة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي، وبطبيعة الحال هناك تجارب دولية أخرى في هذا الشأن، والاهتمام بهذه الحلول يأتي في إطار الوعي بأن معالجة المياه العادمة تشكل واحدا من المشاريع المستقبلية الكبرى التي تنتظر الدارالبيضاء، خاصة في ظل احتمال تراجع الموارد المائية والحرص على ترشيدها في الوقت الراهن وفي المستقبل".
