حطت بمطار المنارة، الأحد، طائرتان تحملان حوالي 211 سائحا من تل أبيب انتقلوا مباشرة من إسرائيل إلى مدينة مراكش، التي تعد عاصمة للسياحة المغربية، بحضور كل من عادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، وجاكي كادوش، رئيس الجالية اليهودية بجهة مراكش أسفي، وحميد بنطاهر، رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة. وفي أصوات أهازيج وزغاريد مغربية، تم استقبال المسافرين الذين وزعت عليهم الورود، وشارك بعضهم في رقصات تقليدية، حاملين العلمين المغربي والإسرائيلي، تعبيرا عن فرحهم بحفاوة الاستقبال الذي نظمه المكتب الوطني للسياحة على شرفهم. وبهذه المناسبة، عبرت هدى بلقاضي الحلوي، من مغاربة العالم بسويسرا، عن فرحتها قائلة: "طائرة من إسرائيل تحط بالمغرب! هذا ما كنا ننتظر منذ زمان". وأضافت المتحدثة ذاتها: "أشكر كل من ساهم في هذا العمل، وعلى رأسهم ملك البلاد الذي جمع أبناء الوطن من جديد؛ فألف مرحبا بإخواننا وضيوفنا من إسرائيل". وقال منعش سياحي إسرائيلي: "ولدت بمدينة مراكش، وغادرتها وعمري 10 سنوات، ويصعب وصف الفرحة العارمة التي تغمرني وأنا ألاحظ هذا الاستقبال"، مشيرا إلى أن "الرحلة من إسرائيل إلى المغرب لم تعد شيئا صعبا"، وأن حضوره يأتي في إطار التنسيق مع الفنادق لاستقبال حوالي 400 ألف إسرائيلي سنويا. من جهته، قال جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش أسفي: "فوجئت كما فوجئ المسافرون بالاستقبال الهائل والحفارة الكبيرة، التي كانت بمطار المنارة"، موردا: "معظم المسافرين أصلهم مغربي، وليس الأمر بغريب عنهم؛ لكن الجديد اليوم، هو حضور يهود أجانب فرحوا بالترحيب والجمهور الكبير الذي كان في استقبالهم"، مضيفا: "يهود إسرائيل مقتنعون بأن الطائفة اليهودية تعيش ببلاد المغرب السلم والأمان، وتتمتع بالحرية الدينية". وفي تصريح لهسبريس، أكد كادوش أن "هذه الزيارة تشكل خطوة أولى أمام علاقات شراكة ستتم بين فاعلين بالقطاع السياحي الإسرائيلي والمغربي، لتضاف إلى مبادرات اقتصادية أخرى بكل القطاعات؛ كالفلاحة التي عرف فضاؤها بمعرض أقيم بإسرائيل حضورا قويا للإسرائيليين، إلى جانب التجارة". وبهذه المناسبة، أوضح ميلود شاشا، مرشد سياحي بمدينة الصويرة، أن هذه الرحلات ستشكل إضافة نوعية، خصوصا في ظل الظرفية الخاصة التي تمر منها السياحة بجهة مراكش عموما وحاضرة الرياح خصوصا"، وواصل قائلا: "ستشكل "موكادور" وجهة تجذب السائح الإسرائيلي، لاكتشاف التراث اليهودي". وأكد المرشد السياحي ذاته، وفي تصريح للجريدة الالكترونية هسبريس، أن "الصويرة ستكون وجهة تجلب عددا كبيرا من السياح الإسرائيليين لإحياء صلة الرحم لذوي الأصول الصويرية، واكتشاف الثقافة اليهودية بالنسبة إلى اليهود الأجانب"، وزاد قائلا: "خضعنا كمرشدين سياحيين لتعليم اللغة العبرية، حتى نكون على أهبة الاستعداد لشرح ما تحبل به "موكادور" من عمق تاريخي وتراث مادي ولا مادي يهودي".