خلال الأسابيع الأولى من انتشار جائحة فيروس كورونا، اشتغلت جمعيات المجتمع المدني بشكل مكثف في مجال تحسيس المواطنين بخطورة الجائحة، وتوعيتهم بضرورة احترام الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات؛ لكن حضور العمل الجمعوي في الميدان خفت مباشرة بعد استقرار الوضعية الوبائية. ومقارنة مع بداية انتشار جائحة فيروس كورونا، أصبح من النادر مصادفة متطوعين جمعويين يقومون بأنشطة تحسيسية للوقاية من الإصابة بالفيروس، بينما كانت الشوارع في السابق تعج بمتطوعين يشتغلون جنبا إلى جنب مع السلطات المحلية، ويبثون الإرشادات والنصائح عن طريق مكبرات الصوت. وفي مقابل تراجع حضور جمعيات المجتمع المدني في مجال دعم الجهود التي تبذلها السلطات للحد من انتشار فيروس كورونا، اعتبر خالد حمو علي، رئيس جمعية مغرب السلام والحضارات، التي تنشط بمدينة الدارالبيضاء، أن المبادرات الجمعوية لم تتوقف كليا، وأن جمعيات مازالت تبذل جهودها للمساهمة في الحد من الوباء. "أنا شخصيا كمتطوع مازلت أساهم في حملات للتحسيس والتوعية، وحاليا نعمل في الشواطئ التي تشكل وجهة الناس في فصل الصيف"، يقول حمو علي، لافتا إلى أن جمعيات أخرى تواصل حملاتها التحسيسية في الأسواق وفي أماكن التجمعات العمومية، من أجل حث المواطنين على الالتزام بالتدابير الصحية. وعادت أهمية تحسيس المواطنين بخطورة الوباء بعد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس خلال الأسبوعين الأخيرين، إذ لامس عدد الإصابات سقف خمسة آلاف إصابة، مع تسجيل زيادة في عدد الوفيات، فيما أطلق مسؤولو وزارة الصحة تحذيرات من احتمال وقوع انتكاسة وبائية جديدة. ومقابل التحذيرات من وقوع انتكاسة وبائية، يلاحَظ ارتخاء من طرف المواطنين في الالتزام بالتدابير الوقائية، مثل ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، وهو ما حذا بالسلطات إلى تشديد مراقبة تطبيق الإجراءات المتخذة، عبر تقييد حركة التنقل، وفرض غرامات على المتجولين بدون كمامات واقية. واعتبر رئيس جمعية مغرب السلام والحضارات أن تزايد عدد الإصابات بالفيروس خلال الأسبوعين الأخيرين يؤكد أن خطره مازال قائما، ما يحتم على المواطنين أن يتحلّوا باليقظة ويلتزموا بتطبيق جميع التدابير التي سنتها السلطات للوقاية منه. وتابع المتحدث ذاته بأن تزايد عدد الحالات بشكل كبير ينسف ما يروّج له البعض من كون الفيروس "غير موجود"، كما يؤكد ضرورة الإقبال على التلقيح، باعتباره الحل الوحيد الموجود حاليا لمواجهة الوباء، معتبرا أن الوعي بخطورة فيروس كورونا أصبح يتزايد، خاصة في صفوف الشباب، رغم كل ما يتم الترويج له من أخبار تشكك في وجوده، وهو ما يؤكده الإقبال المتزايد على مراكز التلقيح.