قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن سبب ضعف الثقة في العمل السياسي لا يعود إلى عدم قدرة مسيّري الشأن العام على تحقيق أشياء ملموسة للمواطنين، بل يرجع إلى سلوكيات وتصرفات السياسيين. واعتبر العثماني، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى الوطني السابع عشر لحزب العدالة والتنمية، مساء الإثنين، أن "الحديث عن عدم الثقة في السياسة غير ناتج عما هو مادي، بل ناتج عن عدم الثقة في أخلاق وسلوكيات من يمارسون السياسة"، وأضاف أن عدم ثقة المواطنين في أخلاق وسلوكيات السياسيين يدفعهم إلى النفور من السياسة، مردفا: "عندما تكون قريبا من المواطنين، وتشعر بما يشعرون به.. واخا متعطيهم والو غادي يحبّوك". العثماني، الذي ألقى كلمة أشبه بموعظة أمام شبيبة حزبه، شدد على ضرورة "التكوين الأخلاقي في الاستقامة و'المعقول'، وأن نبعث هذه الأخلاق في نفوسنا ونتحلى ونتسلح بها"؛ كما دعا إلى "النأي عن التنازع والصراعات على المناصب بطرق ملتوية"، معتبرا أن "صلابة البنيان الداخلي لا يتم إلا إذا قلّ التنازع الذي علينا أن ننقي حياتنا منه". وذهب المتحدث ذاته إلى أن "النضال الديمقراطي المستمر، ومواصلة الإصلاح والتنمية"، وهو الشعار الذي اختارته شبيبة العدالة والتنمية لملتقاها السابع عشر، لا يمكن أن يتحققا "إلا على أيدي أناس يتمثلون هذه المبادئ"، مضيفا: "لا إصلاح بدون أشخاص صالحين ومصلحين". من جهة ثانية، تستمر شكاوى "حزب المصباح" من التضييق عليه مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والجماعية والمهنية المقبلة، إذ قال الكاتب الوطني لشبيبة الحزب، محمد أمكراز، "إن هناك استهدافا واضحا للعدالة والتنمية". وذهب المتحدث ذاته إلى القول: "إن استهداف العدالة والتنمية يأتي بنتائج عكسية لأن المغاربة يتساءلون لماذا وحدهم مناضلو هذا الحزب مستهدفون"، مضيفا: "إنهم يستهدفون أبناء العدالة والتنمية لأن أياديهم نظيفة، ولأن حزبنا مؤسسة ديمقراطية، واستهدافنا هو استبلاد للمغاربة وتحقير لهم".