حتى قبل الموعد الانتخابي، كانت كل المؤشرات السياسية تشير إلى سقوط حزب العدالة والتنمية في انتخابات "الغرف المهنية" التي أجريت أمس الجمعة 6 غشت الجاري، لكن السقطة الأخيرة لم تكن لتمر دون أن تثير تساؤلات حول مستقبل الحزب ورهاناته وطبيعة مشاركته في الانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة وما إذا كان قادرا على تصدرها. "البيجيدي" حل في مراتب متأخرة بين الأحزاب المشاركة في انتخابات الغرف المهنية؛ إذ حصل على 49 مقعدا فقط من أصل 2230 مقعدا في مختلف الغرف المهنية بالمملكة. في المقابل، حل غريمه حزب التجمع الوطني للأحرار في المقدمة ب638 مقعدا، تلاه حزب الأصالة والمعاصرة ب 363 مقعدا. ويظهر أن صورة الحزب وشعبيته قد تأثرتا كثيرا على بعد أقل من شهر على تنظيم الانتخابات التشريعية والجماعية؛ إذ لم يحصل سوى على 2.2% من مجموعة المقاعد في انتخابات الغرف المهنية، بينما يبرر أعضاء الحزب هذه الهزيمة القاسية بكون "المصباح" لا يتوفر على رصيد كاف للفوز في مثل هذه الانتخابات. وقال مصطفى الابراهيمي، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "نتائج الانتخابات المهنية لن تؤثر بالمرة على الحزب ومعنوياته، بحيث مازال الرّهان هو تصدر نتائج الانتخابات التشريعية والجماعية المقررة يوم 8 شتنبر المقبل". وأوضح عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أنّ "هناك فارقا كبيرا بين الانتخابات التشريعية والانتخابات المهنية، بحيث إن كل مؤسّسة هي مستقلة عن نظيرتها الأخرى"، مبرزا أنه "خلال عام 2015، لم يتبوأ الحزب المرتبة الأولى في الانتخابات المهنية لكنه تصدر الانتخابات التشريعية وحصل على المرتبة الأولى وتمكن من تسيير 80% من ميزانيات الجماعات الترابية". واعترف القيادي في حزب "البيجيدي" بوجود حملة قوية تشن ضد الحزب حتى لا يفوز في الانتخابات، مؤكدا أن "هذه الاسقاطات والتأويلات لن تمنعنا من تصدر الانتخابات". من جهته، قال إبراهيم الضعيف، الكاتب الإقليمي للحزب في العيون، في تصريح لهسبريس، إن "الحزب لم يكتسب بعد خبرة للتنافس على مقاعد الانتخابات المهنية"، مبرزا أن "القوانين المتعلقة بهذه الانتخابات لا تسمح بتنافس شريف مع باقي الفرقاء السياسيين"، واصفا هذه القوانين ب"المتقادمة والبالية". وسجل الضعيف وجود "هفوات قانونية تجعل بعض الأحزاب تفوز بهذه الانتخابات"، وقال: "منذ ما يزيد عن عشرين سنة وأنا أشارك في الانتخابات، لم يسبق لي أن خضت مثل هذه الاستحقاقات، هي مختلفة في سياقها". وشدد الكاتب الإقليمي للحزب في العيون على أن "هناك حربا ضد العدالة والتنمية، وهناك مجموعة من الأساليب في هذه الحرب من قبيل بيع وشراء الأصوات في ظل وجود لوائح غير محينة"، معبرا عن قناعته بأن "البيجيدي سيتصدر الانتخابات التشريعية والجماعية".