أدى جمع من المصلين، صباح اليوم الاثنين، صلاة عيد الفطر المبارك بمصليات مقاطعات مدينة مراكش، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل، من دون قيود صحية مرتبطة بجائحة "كوفيد19". وعاينت هسبريس على مستوى طريق مصلى الداوديات، الفرح باديا على محيى القاصدين ساحة الشاطبي، لأداء فريضة عيد الفطر، وهم يهرولون إليها جماعات وفرادى، يرتدون أحلى ما استطاعوا إليه سبيلا في ظل غلاء أسعار الملابس التقليدية، التي دأب المراكشيون على لبسها، خلال المناسبات الدينية، وبين لحظة وأخرى تسمع تهنئة هنا وأخرى هناك، ولحظة الاقتراب من المصلى ارتفع التكبير والتسبيح. وبساحة الشاطبي بالمنطقة الحضرية الحي المحمدي بمقاطعة جليز، قال إمام المصلى، في خطبته" يا عباد الرحمن أيها الصالحون لقد انتهى رمضان بما فيه، مضى بطاعته وأعماله، وبقى الأجر والثواب، فهنيئا لعبد ذكر ربه فافتكر، فأما من تأخر فباب التوبة مفتوحا أناء الليل وأطراف النهار". وبعد الصلاة التي حج إليها عدد غفير من الرجال والنساء والأطفال، راكبين دراجات نارية أو سيارات عائلية، وأخرين يسرعون الخطى، أضاف الخطيب" يا أهل العيد يا عباد الرحمن، اليوم تعم الفرحة الأرجاء فرحا بإتمام العدة، ونأمل من ربنا أن يديم الفرحة علينا في الآخرة حين نلقاه، حين ينادى على أهل الصيام، فيا بشرى أن نال الفرحة الحق". وبعد عدة تكبيرات، تابع هذا الخطيب قائلا" يا أهل الأيمان يأتي رمضان كل عام فيبعث في نفوسها الأمل بالخير القادم، ويبرز في مجتمعنا الصور التي تشرح النفس، وتقر لنا أن الأمة والحمد لله لا زال فيها خيرا كثيرا، فكم من حاجات قضيت وكرب فرجت وأموال إحسان بذلت، وجمعيات احسان تكفلت في تنافس كبير، وتظاهرة روحية تشرح النفس نظمت، وهذا تثبت أن الخير في الأمة باق لا نهاية له". وشهدت صلاة عيد الفطر خلال العامين الماضيين قيودا بسبب تدابير هذه الجائحة، التي منعت إقامتها بالساحات المخصصة لهذه الشعيرة، وحثت على إقامتها في المنازل، غير أنه مع تخفيف التدابير الاحترازية التي فرضها الوباء، مكنت المصلين من أدائها هذا العام بتوسع لافت ودون قيود لأول مرة منذ عامين.