الخطبة المنبرية هي خطبة تأتي مكتوبة من طرف الوزارة الوصية، لكي يلقيها الخطيب على مسامع الحاضرين، وليس للخطيب فيها إلا الإلقاء ولا علاقة له بمضمونها، ونادرا ما يطلب منه ذلك. لكن في الجمعة الأخيرة ألقت خطبة منبرية بظلالها المزعجة على مكانة الخطيب وحرمته وجعلتهما في مهب الريح، ذلك: أن موضوع الخطبة المنبرية كان حول ترغيب الناس في قبول فكرة "جواز التلقيح" وأخذ الجرعة الثالثة من اللقاح ضد وباء كورونا، يتم فيها ترغيب المصلين في الامتثال إلى ذلك بأسلوب ديني واستشهاد ب0ية من القر0ن الكريم!!؟ ولا يخفى على أحد أن مسألة "جواز التلقيح" والجرعة الثالثة عرفت مناهضة من فئة عريضة من المواطنين، وأبدوا خوفهم منها وعدم ثقتهم بالوزارة الوصية عليها، وهي مسألة طبية لا تعالج بنصوص شرعية عامة… فإقحام منبر الجمعة في هذه الموضوعات البعيدة عن هديها ومقاصدها سيفضي إلى التشكيك في دورها المطلوب منها شرعا، ويدفع المواطنين إلى اعتقاد أن الخطيب ليس أهلا للثقة التي هي رأس ماله الرمزي، فإن ضاعت ثقة الناس في الخطيب كان وجوده كعدمه، وأدى ذلك إلى ضياع دينهم وأخلاقهم. وقد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي عبارات السخرية من الخطيب بسبب تلك الخطبة المنبرية الغبية، وهذا مؤذن بشر مستطير.