قديما؛ كنا نعاني من صنف من الجهال، ما إن يملك أحدهم ثروة وأموالا -خاصة مع ثورة العقارات في العقدين الأخيرين- ولو كان أميا، لا يفرق بين الألف وعصا الطبال، حتى يخيل إليه أن يعلم كل شيء عن كل شيء… فهو يفهم في السياسة والاقتصاد والطب ودقائق العلوم بل وحتى في الدين بكل تفاصيله وعلومه ومعارفه. وبخاصة عند وجود المتزلفين الذين ما إن ينبس بكلمة إلا وتراهم خشعا كأن على رؤوسهم الطير…. ولسان قالهم: (سمعو الحاج آش قال)… وإن كان لا يعرف القبلة ولا الطهور… يذكرني حالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم في سياق بيان أشراط الساعة: (وترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطالون في البنيان). وقول الشاعر: فلو لبس الحمار ثياب خز **** لقال الناس يا لك من حمار. واليوم انضاف لهؤلاء مع الأسف كثير ممن لا يملك إلا هاتفا(ذكيا)، وشريحة اتصال، ودراهم تعبئة مع جبهة عريضة لا تستحي… تجد الواحد منهم يخرج في لايفات وتسجيلات يومية تزكم الأنوف سفاهة وتفاهة. بأسلوب سوقي ثقيل بعيد عن الذوق… هؤلاء هم اليوم من يشكلون العنصر الأشد متابعة على برامج التواصل لاجتماعي مع الأسف! وما أصدق الوصف النبوي في أمثالهم: (الرجل التافه يتكلم أمر العامة). ومثل هؤلاء ما إن يرتكب خطأ يستدعي المتابعة القانونية حتى يجعل منه صناع التفاهة وصحافة (زوج ريال) مناضلا وحقوقيا…. فكفى فقد أثخمتمونا تفاهة!!!!
