كتب الداعية الشاب الأستاذ خالد بن محمد مبروك تحت عنوان "مات والدي رحمه الله"، في جدار حسابه على فيسبوك: "في مثل هذا اليوم بالضبط كان والدي سعيدا بولادتي وخروجي إلى الدنيا لعبادة الله.. واليوم سأدفن والدي الذي قام بمهمة تربيتي على أكمل وجه جزاه الله عني و عن إخوتي و اختي خيرا. – والدي عاش أميا لا يقرأ ولا يكتب، لكنه علمنا ما لم نتعلمه من العلماء ومن شيوخنا وأساتذتنا. – والدي منذ طفولته وهو يعمل ويشتغل، وكان يعطي كل ما حصله من عرق جبينه لوالده رحمه الله لينفقه على الأسرة بكاملها، لا يأخذ من أجرته فلسا واحدة. – والدي هو الولد البكر لأبويه، وهو الذي ربى إخوته وأخواته بنصائحه ونفقاته. – والدي هو الذي كان يهتم بشؤون ساكنة الحي، إذا وقع عطب في مصابيح الحي أو في مجاري المياه كان هو من يأتي بالجهات المتخصصة. – والدي كان مرتبه هزيلا جدا لكن بركة الإنفاق جعلتنا نعيش كالأمراء.. كان يستقبل الضيوف في بيته وينفق عليهم الأيام والشهور دون ملل ولا كلل ولا ضجر. – مرتبه كان هزيلا جدا لكن إقراض المسلمين جعلت فيه البركة، فكنا نأكل أطيب الطعام وأحسن الطعام ونلبس أحسن الثياب وأفضله. – والدي كان شمعة في هذه الدنيا يستضيء بها من عرفه ومن لا يعرفه. – أقول فيك يا والدي ما تقوله العرب: "والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر". – سألته مرة هل عندك ديون؟ قال: لا، ومَن كنت أقرضته شيئا فقد تجاوزت عنه. – والدي كان لا يخاف الموت أبدا، يقول لي: لماذا لا يجرون لي العملية؟ فأقول له: الأطباء يقولون أنك قد تموت بالعملية .فيقول لي: أنا لا أخاف من الموت. – مات والدي بسبب مرض القلب وسرطان المعدة وكانت كلمة "لا إله إلا الله" هي التي ترددت وتكررت في آخر ما نطق به.. وأبناؤه والوالدة وأحفاده بجانبه. – كان يتألم بسبب السرطان وكان الصبر يزيده بهاء وجمالا.. رغم أننا لم نخبره بمرضه. – صلاة جنازته بمسجد أبي بكر الصديق بحي سيدي بلقاس بمدينة تارودانت صلاة الظهر، اليوم الاثنين 24 يناير 2022. خالد بن محمد مبروك".