من الصعب شرح مفهوم السعادة. فغالبا ما يقال أن السعادة لا تقاس بالمال، ولكن سرعان ما يرد على هذه المقولة بأن التعاسة مع الثراء أفضل من التعاسة مع الفقر، و هلم جرا من التفسيرات و التفسيرات المضادة… فلربما أن كل له تعريفه الخاص لمفهوم السعادة، ولكن الأكيد أن من الناس من هو سعيد و لا يدري أنه سعيد، و منهم من هو شقي تعيس و يتوهم أنه سعيد، و الأكيد أيضا أن السعادة لها علاقة وطيدة مع الشعور بالحرية… و في ما يلي إحدى عشرة نقطة لمحاولة ضبط مفهوم السعادة : 1- السعادة هي أن تكون حرا تقول ما تشاء من حق و لا تخاف على منصب و لا على مال. أن تكون سعيدا يعني أنك لا تتزلف و لا تتملق لأحد من أجل منصب أو نفوذ، و لا تحتاج للكذب و لا للنفاق من أجل بلوغ هدف أو أهداف، و أن لا تطالب سوى بحقك بشجاعة و أدب. 2- السعادة هي قدرتك على أن تعز نفسك دونما تكبر و لا غرور. 3- السعادة هي أن تستطيع شكر من أحسن إليك و أن تعترف بفضله عليك أمام الملأ. 4- السعادة تتجلى في قدرتك على التعامل مع الثري و الفقير على قدم المساواة فلا تضعف أمام الثري و لا تحتقر الفقير. 5- السعادة هي أن تكون ذكيا تعلم علم اليقين أن ما رزقك، و مالك، و صحتك، و مكانتك الإجتماعية، ليس بفضلك أو بجهدك، بل بقدر و بمشيئة الله عز و جل في علاه. فكم من ثري ذا منصب و جاه و نفوذ لم يذق طعم الحرية فمات شقيا مغبونا و قد نسي أن يعيش حرا لأنه قضى حياته يلهت وراء المناصب و المال، و أفنى عمره في الكذب و النفاق و الرشوة و التزلف خوفا على منصب أو مكانة، و يا للتعاسة. 6- السعادة هي أن تعمل من موقعك و كيفما كان موقعك بتفاني و إخلاص للمصلحة العامة و من أجل الخير، و ضد الشر ما استطعت. 7- السعادة هي أن تحب للآخرين من بني جلدتك ما تحب لنفسك. 8- السعادة هي أن يبغضك الأشرار الخبثاء الماكرين الفاسدين المفسدين و إن كثر عددهم، و أن يحبك الأخيار الأطهار الفضلاء المحسنين الصالحين و إن قل عددهم. 9- السعادة هي أن تشفق على من أبطل ضميره فتوهم أنه سعيد و هو شقي. 10- السعادة هي أن تفهم أنك لن ترقى في درجة تدينك بفضل نفسك، و أنك لن تكون شريرا إلا إرضاء لهواك، و لن تكون خيرا صالحا مصلحا سوى بإرادة من نفسك. 11- السعادة شعور بتوازن نفسي داخلي و اعتدال روحي يوفر الرضى عن النفس، مع العلم أن الحزن لا ينفي السعادة و الفرح لا يؤكدها، إذ يمكن للمرء أن يكون سعيدا رغم حزنه أو شقيا رغم فرحه.