حموشي مولود المعروف باسمه الفني با مولود، فنان رافق المرحوم رويشة محمد لمدة ليست بالقصيرة، أتحف الجماهير الشعبية وأعطى للفن الأمازيغي ما يستحقه في الساحة الفنية الوطنية، الفنان با مولود تسلم بطاقة فنان من وزارة الثقافة المغربية كفنان معترف به على الصعيد الوطني والدولي، غنى للأم والطفل والطبيعة والبيئة، فنان امتثل لقوانين بلاده طوال مساره الفني، فنان أبكى الجماهير الشعبية عند موت المرحوم محمد رويشة، حيث أدمعت عيناه على رفيق دربه الذي كان مرافقا له في إحياء السهرات الفنية لأطر الدولة على الصعيد الوطني، غير أنه عندما وقف بباب المراكز الاستشفائية سواء بالرباط أو بخنيفرة لم يعترف به أحدا بل لم تعط له حقوقه الصحية، حيث يواجه الآذان الصماء وإدارات لا تعترف بالفن والفنان. با مولود فنان مرض ولم يجد المداوي بل حتى الدواء عجز عن توفيره، وهو الذي نشط الطبقات الشعبية وطبل لسياسات الدولة الهادفة إلى نشر ثقافة "كولو العام زين"، دون وعي منه، بل تلبية لأكذوبة الاستقرار والأمن. فنان لم تعترف به الدولة المخزنية، بل وحتى بطاقته التي منحت له من طرف وزارة الثقافة المغربية اعترافا له بفنه لم تنفع حتى في ركوب الأوطوبيس مجانا، بطاقة تحاول الدولة أن تلهي بها الفنان وتوهمه بأنه فنان. هو فنان فعلا غير أنه لم ولن ولا يستفيد من أية خدمة مجانية أو تطبيب بل وحتى من الولوج إلى المرافق العمومية. هكذا إذن؛ تقتل الدولة الفن والفنان وتتحايل على القوانين من أجل تلميع الصورة البشعة أمام المنتظم الدولي، وهكذا يموت الفنان يوميا ويعاني في صمت، وما حالة با مولود الذي يعاني من مرض ألم به فجأة، ولم يجد من مناصر إلا الزيارات المتكررة لزملائه الفنانين الذين يكتوون حرقة على آلامه ومعاناته مع المرض، ما ذلك، إلى نموذجا من آلاف النماذج المنسية. بالشفاء العاجل با مولود المحبوب لدى الجميع، وهدفنا أن تعيد الدولة النظر في حساباتها، وتسوي مخططاتها تماشيا مع معاناة الفنان اليومية سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وتجاوز جمود بطاقة الفنان التي هي على أرض الواقع تقتل الفنان ولا تدعمه.