خرج مقال بالموقع الالكتروني الوطني الرائد هسبيريس من توقيع “عبد السلام الشامخ” بتاريخ 20يناير2020 ب MANCHETTE عريض عنوانه “عندم واجه الحسن الثاني “الاوباش” في الشمال بالدبابات و الاعتقالات ” وهو مقال جاء احياء لذكرى احتجاجات ما أطلق عليها آنذاك “انتفاضة الجوع” او “الخبز” او “التلاميذ” و التي اندلعت 19و 20يناير1984 و التي عرفتها مدن الناظور و الحسيمةوتطوان و القصر الكبير ، كما شملت عدد من المدن المغربية منها مراكش فلم تكن محصورة بمدن الشمال الا بما جاء في خطاب الراحل الحسن الثاني و الذي قال “…سمعوها فكلامي ومن الرنة من الصوت نتاعي ،واش المغاربة رجعو خفاف رجعتوا دراري… وصلنا لهاد الحد .بواسطة اما الاطفال او الاوباش ،الاوباش الناظور ، الحسيمة ،تطوان،، القصر الكبير ،الاوباش العاطلين اللي عايشين بالتهريب و السرقة… “. ان احياء ذكرى ضحايا انتفاضة الجوع كما يحلو للجميع تسميتها هي نتاج لسياسة التقويم الهيكلي و التقشف الذي انتهجتها الحكومة بالرفع من الاسعار وما عرفه المغرب من وضعية اقتصادية هشة و اجتماعية مشتعلة و انسداد افق الحوار الاجتماعي ،و تنامي الفكر اليساري وبروز منظمات ذات توجه ايديولوجي مخالف للنظام الحكم بالمغرب آنذاك، شيء جميل ان يتم احياء الذكرى بهذا المقال و تعريف بمرحلة كانت قاتمة في تاريخ المغرب الحديث للأسف الشديد، لكن ان يتم وصف الشمال بالأوباش ليس في سياقه المعقول باللام المعرفة لغويا ، لأننا في اعتقادي البسيط قطعنا مع مرحلة سنوات الرصاص و الاخفاء القسري و الاعتقال السياسي من1956 الى 1999 بالكشف عن الحقيقة و تصفيات ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي عرفها المغرب و تعويض الضحايا و اصدار توصيات لتفادي تكرارها عن طريق هيئة الانصاف و المصالحة في اطار مسلسل بدأ بداية التسعينات في السنوات الاخيرة من عهد الملك الراحل الحسن الثاني ،و تأكد توجهه للقطع مع المرحلة مع بداية العهد الجديد “الملك محمد السادس” لتحقيق انفراج سياسي و اعطاء صورة جديدة للمغرب امام شركائه الدوليين وتأسيس لمرحلة الانفتاح و الحرية و احترام حقوق الانسان و دولة الحق و القانون، ترجمها الافراج عن المعتقلين السياسيين و تعويض ضحايا الانتهاكات الجسيمة و الاختفاء القصري و التعذيب بسجون المملكة ، بتحكيم مستقل لهيئة توافق عليها المغاربة و برغبة و ارادة حقيقية لأعلى سلطة في البلاد، قدمت نموذجا للعدالة الانتقالية قائمة على الحقيقة و الانصاف و المصالحة ،بتسوية غير قضائية بإرساء الحقيقة و جبر الضرر الفردي و الجماعي ،وبذلك نكون قد قطعنا مع الماضي الاليم بكل ما تبعه من لفظ و فعل و سلوك وممارسة ،جعلني ان لا استسيغ هذا العنوان بهذا الشكل و في هذه المرحلة التي يحاول المغرب الخروج من ازمة اجتماعية و اقتصادية تنخر جسده مجددا و امام انحسار و التضييق على الحريات و اعتقال كتاب الراي و بعض الاعلاميين و صحافة الحرة وما عرفه المغرب من احتجاجات الريف الاخيرة و اعتقالات لنشطائه . ان مصطلح” الاوباش” يشكل عقدة للشماليين سيكولوجيا ،وفي نفس الوقت فخرا باتهام لا يليق بأبناء و احفاد المقاومين و افراد للحركة الوطنية كشيخ المقاومين السيد عبد الكريم الخطابي وعبد الخالق الطريس و احمد الريسوني … ، كما نعتبرها زلة تاريخية لأعلى مسؤول في البلاد شكلت نهاية حقبته بالتهيئة للمصالحة المجتمعية و ربط الثقة وعقد جديد بين الملك و الشعب، وهذا للقطع مع الماضي يجب ان نؤسس لمصالحة مع الذات اولا و مجتمعيا و ثقافيا و اعلاميا سلوكا وممارسة ثانيا ،حتى في انتقاء المصطلحات و الالفاظ دون اثارة النعرات او اذكاء الحماسات او نشر ما يمكن ان يشكل شرارة الفتن ما في زمن ما . يجب ان نؤسس جميعا دولتا ومجتمعا و احزابا و هيئات المجتمع المدني و الاعلام لمرحلة ننعم فيها بالأمن و سلام الاجتماعي و تحقيق تطلعات الاجيال القادمة بمغرب حر ديمقراطي تسمو فيه المصلحة العامة والمواطنة الحقة وتكريس الحق و القانون و اقتران المسؤولية بالمحاسبة ،نتطلع لنموذج تنموي في كل شيء حتى في الاعلام و الصحافة في المدرسة و الثقافة في المجتمع و الفضاءات العامة في الاقتصاد لينعكس على مجتمع متحضر قادر ان يواكب الامم. هو مقال اثار جدلا فيسبوكيا و نقاشا و احتجاجا على العنوان دفع بإدارة الموقع هسبيريس ،او صاحب المقال بتعديله تحت عنوان “عندما واجه الحسن الثاني الاحتجاجات في الشمال بالدبابات و الاعتقالات ” إدراكا منها بالزلة و احتراما لمشاعر المغاربة عامة و اهل الشمال خاصة ولحقبة لا يريد اي شريف ووطني الرجوع و الانحذار اليها ،و تبقى احتجاجات أهل الشمال مفخرة على الوعي و الرقي و التحضرو الدفاع على قيمة وكرامة المواطن و اهميته وحقه في العيش الكريم امام الدبابة و غطرسة المخزن آنذاك، قطعنا اشواطا من المصالحة يجب ان نحترم ذكاء و عقلية المتلقي في هكذا عنوان ،وهذا يتطلب من ادارة موقع هسبيريس الاعتذار في الصفحة الرسمية للموقع الوطني الاكثر مشاهدة تكريسا لثقافة الرقي و الاحترام و المهنية . كلنا مغاربة و نعتز بالانتماء رغم صعوبة التعايش مع الفساد و المفسدين ،وتحية للشهداء و لشرفاء الوطن من ضحوا بحياتهم من أجلنا. .