كثيرة هي المشايع التنموية والثقافية والاجتماعية والرياضية التي ضاعت من مدينة القصر الكبير بسبب تهاون بعض المسئولين من السياسيين في الجماعة الحضرية، أو من جراء تذبذب مواقفهم وتوجساتهم السياسية، وحساباتهم البرجماتية الضيقة، وبعض تلك المشاريع كان قائما فهدمتها معارك الأغلبية والمعارضة على حد سواء، من أجل كسب المواقع على الخريطة الانتخابية، والتقدم أميالا على رقعة الشطرنج، لرفع راية انتصار هذا الحزب أو ذاك، والحرب سجال، يوم لك ، ويوم عليك، وفي جميع الأحوال تضيع مصالح المدينة ويختل الميزان. مشاريع ضائعة يطول الحديث عنها، لكنني أكتفي بالإشارة إلى بعضها، التي كنت شاهدا عليها، أو عشت بعض أطوارها. على هامش حرب المواقف بين قوى الأغلبية والمعارضة شكل السيد رئيس المجلس البلدي الائتلافي لجنة مختلطة بين أعضاء المجلس وآخرين من المجتمع المدني ( ذ محمد أبو الوفاء السيد الخليل البوزيدي ذ محمد الموذن الفقيه ذ أحمد الجباري ذ م ب رئيس المجلس)، وقد انتقلت اللجنة إلى مدينة الرباط في زيارة عمل بتاريخ لا أتذكره مع الأسف، وقد اجتمعت بثلاثة وزراء، وزير الشبيبة والرياضة، ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية، ووزير الثقافة، واقتضى تواضع رئيس المجلس ورؤياه أن يكون عبد ربه هو المتحدث باسم اللجنة، وأن يكون الأستاذ محمد أبو الوفاء مقررا لها، وعند انتهاء الحوار، وإقفال محضر الاجتماع يسمح لجميع الأعضاء الحديث على هامش اللقاء. مشروع إعادة هيكلة وتأهيل شارع محمد الخامس: اجتمعت اللجنة بالسيد عبد الكبير العلوي المدغري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وألفيناه رجلا فاضلا، يقدر أهل القصر الكبير، ويجل فقهاءهم وعلماءهم، ويحترم شيوخهم وعامتهم، ويترحم على موتاهم، وخاصة شهداءهم في معركة وادي المخازن، وتم الاتفاق على إعادة هيكلة وتأهيل شارع محمد الخامس، ابتداء من مقهى غرناطة إلى غاية ساحة سيدي بواحمد، وذلك بهدم ضفتي الشارع، وإنشاء بنايات جديدة من ثلاث طوابق للسكن، وطابق أرضي للمحلات التجارية والخدمات، شراكة بين المجلس ووزارة الأوقاف، تقسم عوائد الإيجار على الطرفين بالتساوي، رغم أن العقار في ملكية الأحباس، كما تم الاتفاق على بناء خزانة عامة للكتب، وقاعة للمحاضرات والعروض التشكيلية، ومتحف للمدينة يبنى على أنقاض دار الطالب بساحة المسجد السعيد، على أن يساهم المجلس البلدي بتوفير قطعة أرضية تخصص مقبرة بديلة لمقبرة مولاي علي أبي غالب، وخلص الاتفاق إجرائيا إلى أن يتم الاجتماع بعد شهر واحد بمدينة القصر الكبير، لدراسة تصور المجلس والوزارة لبنود الشراكة، على أن ينظم حفل التوقيع بالرباط، وعند الموعد المحدد سلفا زارت القصر الكبير لجنة عن وزارة الأوقاف، فاصطدمت بحاجز الإهمال واللامبالاة، وجدت رئيس المجلس غائبا في مهمة بالبرلمان، أم نواب الرئيس وباقي الأعضاء، فقد صرحوا لوفد الوزارة أن لا علم لهم بهذا المشروع أو الاتفاق، فعاد وفد الوزارة خالي الوفاض، مندهشا ومستغربا من واقع الحال، وهكذا ضاعت على المدينة مشاريع مهمة، أقبرت قبل أن تولد في مقبرة اللامبالاة والإهمال. مشروع الحلبة المطاطية لألعاب القوى، وتعشيب الملعب البلدي: وببهو وزارة الشبيبة والرياضة اجتمع أعضاء اللجنة مع السيد الوزير الذي كان مسئولا في حواره، سخيا في عطائه، فقد واعد بإحداث حلبة مطاطية بأرض يصطلح عليها بالمركب الرياضي، الكائن قبالة محطة القطار، استجابة لطلب اللجنة، ومواكبة لنتائج جمعية نهضة لكوس لألعاب القوى الجيدة، أما بالنسب للعشب الطبيعي فهو من اختصاص الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتعهد سيادته بأن يحيل الملف على الجامع، ويستثمر صلاحيته ووصاية الوزارة على الجامعة من أجل إنجاز المشروع في أقرب الآجال، وكان وفيا لوعوده، ففي شهر يوليوز من نفس السنة حلت بمدينة القصر الكبير لجنة وزارية تقنية، لمعاينة المكان، وقياسه لإنجاز المشروع، لكنها كسابقتها اصطدمت بواقع مرير صادم، أخبرها المجلس البلدي بأن المركب الذي كان مفترضا أن تحدث به حلبة لألعاب القوى حوله المجلس إلى تجزئة سكنية، والشكر موصول إلى السيد الوزير، وعلى الدنيا العفاف، وكما يقول منطق الكسالى: وكم حاجة قضيناها بتركها، ومرة أخرى ضاعت المدينة في مشروعين رياضيين أساسيين، في حاجة إليهما حاجة العطشان للماء، والجائع للطعام. مشروع المسرح البلدي: تقدم المتحدث باسم اللجنة بطلب إلى السيد وزير الثقافة، مفاده أن يمنح مدينة القصر الكبير مقاعد مسرح محمد الخامس، وتجهيزاته الصوتية، بعد أن تم الاستغناء عنها، بسبب إعادة تجهيز المسرح بكراسي جديدة، وتجهيزات متطورة، فرد السيد الوزير على الطلب قائل، بالنسبة للتجهيزات الصوتية فقد سبقتكم إليها مدينة المحمدية، وقد تسلمتها، أما الكراسي فلكم.