ومنذ أن رفَعت الأبحاث التاريخية، والأركيولوجية الحديثة أقلامها، وجرافاتها ، لتسمح بتدبيج ( ألأوبيدوم ) أن يكون توأم ( القصر الكبير ) ترَهَّبت لها عدة رؤى، وتضام حولها كل ، أو بعض، من ساكنة البطحاء، اتباعا لما أسميه الخواء الفكري، موروث عن ماض في ثقافتنا حتى عصرنا هذا . هذا ليس بجديد .. الحنين الى الماضي ، بمره وحلاوته ، لكن هناك حضارة وانبعاث ، ولها جذوع واصالة وغيرة. صحيح ان رقع تاريخية حكت عن إبيريا ، وهو اسم يوناني. واسبانيا اسم روماني. والاندلس وَنْدَالِيَّة الاصل . وعند اكتشاف امريكا اضحت ( البدلة الجديدة) لمسح آثار الهنود الحمر، رغم لباسهم ريش الطواويس والإوَز. لا أدري ما الدافع لاستبدال اسم القصر الكبير بأوبيدوم ؟؟ او مجرد مناداته؟؟ هل هو اسم فني، سيطفي بَهْرَجَة فنية ؟ او سيعطينا نكة الدِّيك الرومي ( بيبي ) لتطاول الأيادي في المواسم كموسم موازين؟ او ان عجميته ستجلب خيرات ( التُّريس) مقارنة بمراكش واكادير وتزداد زبونية الشواذ؟ او ان الاسم على راسه قبعة برتغالية .. لا أعتقد!! لأن تجربة زرياب كفنان في عهد عبد الرحمن الثاني ، لما إختار هذا الاسم الفني، قارنه مع إسم طائر مغرد ، وان كانت لغتهما مختلفة . وقد تكون لنا حجة اخرى ، لزرياب الذي هو صانع زربية.. ولا ننسى أن مآثرنا العربية في أوروبا ، أغلبها تحولت الى أُضحوكة على سبيل المثال . عندما تستقيل سيارة اجرة في قرطبة، وتطلب من صاحبها ان ياخذك للجامع الكبير ، يسالك بلغته: هل تعني ( موسْكِتَ؟ )ويتبعها بالعربية : وادْ الكبير ؟ وعندما تسال في إشبيلية عن المنارة ، يقول لك: آه .. تعني خيرَالدا ؟ وقس ذلك بقصر الحمراء بغرناطة . ليس ببعيد ، زُرْتُ مدينتي القصروية، وأنا في طريقي الى المقهى ، فاجأني شاب مثقف ، لا أتذكر إسمه، رسم ابتسامة عارية من الحشمة ، واستهل كلامه ( نوَّرت أوبيدوم ) استاذي وكأنه يعمل في برنامج إشهاري بجافيك ( الفاء بثلاث نقط اسفله ) . وكما إستوقفي فجأة ، كان تعقيبي فجأة ، قلت : لو بُعِثوا أهل أوبيدوم من قبورهم الآن ، وأعلنوا حربا على قصراوة ، لرد الاعتبار للاسم الافرنجي الذي رددته، فهل ستكون علما سيباسْتْيانِيًّا ، أم تفضل شربة ماء من وادي المخازن ؟؟