لم يكن بإمكان مدينة القصر الكبير العامرة باليد العاملة و التجار، و هي المدينة الجالبة للزوار و المتسوقين وغيرهم.. ، لتنجو من زيارة هذا الوافد غير المرغوب فيه كوفيد 19، لكن حكمة الله سبقت حينما تم افتتاح المستشفى الجديد بطريق العرائش رغم الجدل المصاحب.. ، وحكمته غالبة على كل شيء، فهاهو الملاذ الأول لمرضى كورونا لدى المندوبية الاقليمية للصحة عددا وعدة وأطرا.. أثناء الاستعدادات الأولى لمواجهة الجائحة، اجتمعت إدارة المستشفى برئاسة المدير آنذاك السيد مراد غراد بالأطر الطبية و المعاونين، ليطرح السيد المدير عليهم مقترحا ذهبيا في ميزان الوطنية، قال لهم : إن هذا الأمر للتطوع فما أنتم فاعلون؟ فإذا بالمنافسة تشتد على التطوع في جناح الكوفيد 19، و إذا بنا نكتشف رجالا ونساء أوفياء لمهنتهم، أطباء وممرضين و منظفين وحراس أمن خاص، وكان من بينهم تلك الوحدة الطبية المكلفة بتتبع الوباء، و المكونة حسب معرفتي من هذه الأسماء التي تستحق التكريم و الشكر و الدعاء المرسل: الدكتور الهيبة و الأطر الطبية التمريضية: مصطفى البرمكي عبد الحي عزوز عبد الرحيم العزاوي عبد المجيد عالي جهاد الحشحاش عثمان الأشلم.. هذه الوحدة هي التي تحمل لواء مقاومة غزو الجائحة طيلة هذ الأيام، دون توقف لا بليل ولا بنهار، و قد أبانت عن كفاءتها فعم عملها الإقليم كله في البداية، قبل أن تهيأ وحدة العرائش. مثل هؤلاء المقاومون و المقاومات، من الذين حرموا نعمة عائلاتهم، و حرموا الاستراحة و الراحة في كل مدن المغرب و في بلدتنا هذه، هم قاطرة النجاح الذين نأمله، و نحن جميعا لن ننسى أفضالهم ما حيينا، فتحية إكبار و إجلال لهم ولهن..