سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من الأخطاء التاريخية الشائعة : الاعتقاد الخاطئ السائد أن إسم أبي الحسن علي بن خلف بن غالب لشخص واحد له قبران . واحد في مدينة القصر الكبير والآخر في مدينة فاس
من خلال مطالعتي لبعض كتب التاريخ المغربي ، وخاصة تاريخ مدينة القصر الكبير وأوليائها وأعلامها رجالا ونساء ، ومآثرها التاريخية والعمرانية . وعند قراءتي لكتاب ” المغرب المجهول ” تأليف أوجست مولييراس ، ترجمة وتقديم د . عز الدين الخطابي . الجزء الثاني . الطبعة الأولى . السنة 2013 م . قرأت في الصفحة رقم 416 ما يلي : ( … وبخصوص المآثر الدينية ، هناك عشرات المساجد والزوايا ، ومن أشهرها زاوية سيدي عبد الرحمان المجذوب وزاوية سيدي علي بوغانم ، ( هكذا ) ، وهذا الأخير هو سيد القصر الكبير ، لكنه مدفون بفاس ، أما الأول فمدفون بمكناس الزيتون . ) . إن هذا القول خاطئ وليس صحيحا ، وأن إسم ( سيدي علي بوغانم ) ليس صحيحا ، والصحيح سيدي علي بوغالب ، كما هو معروف لدى أهل مدينة القصر الكبير . وأنه ليس مدفونا في مدينة فاس ، كما جاء في تلك الفقرة ، وإنما هو مدفون بمدينة القصر الكبير . فقد وقع إلتباس في التفريق بينهما . وأن كتب التاريخ المغربي وأوليائه ، تخبرنا أن هناك شخصيتين من أولياء الله الصالحين ، ولكن إسميهما يتشابهان ، فدفين مدينة القصر الكبير يسمى : 1) أبو الحسن علي بن خلف بن أبي غالب القرشي الأندلسي . أما دفين مدينة فاس فيسمى : 2 ) العارف الشريف سيدي علي بن أبي غالب الصاريوي . 1 ) أبوالحسن علي بن خلف بن أبي غالب القرشي الأندلسي ، دفين مدينة القصر الكبير : فقد ورد في كتاب سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس . تأليف الشريف أبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني . الجزء الثاني . الترجمة رقم 426 : ما يلي : ( الثالث : كثير من الناس يظنون أن صاحب الترجمة المذكور هو دفين القصر ، وأن له قبرين ، وهذا الظن باطل ولا أصل له ، بل دفين القصر رجل آخر ، وهو الشيخ الإمام ، العلامة المحدث الهمام ، العارف بالله تعالى ، أحد الأوتاد ، أبو الحسن سيدي علي بن خلف بن غالب الأنصاري ، وقيل القرشي الأندلسي . وقد ترجمه التادلي في التشوف فقال : ” ومنهم : أبو الحسن علي بن خلف بن غالب القرشي . نشأ بشلب ، وقرأ بقرطبة ، واستقر أخيرا بقصر كتامة ، وبه مات عام ثمانية وستين وخمسمائة ، ويقال : عام ثلاثة وسبعين . ) . الصفحة رقم 28 . وجاء في الصفحة رقم 30 من الكتاب نفسه ما يلي : ( أصله من شلب ، وبها نشأ وقرأ وتأدب ، ثم رحل إلى قرطبة ، واستوطنها ، وقرأ بها القرآن والحديث وغيرهما ، وصحب العلماء الأخيار والأولياء الكبار ، كالشيخ العارف المحقق أبي الحلم ابن برجَّال وغيره ، ولكن اعتماده في الطريق وشيخه على التحقيق إنما هو : الشيخ الإمام العارف المحقق الكبير أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي ، نزيل المرية من قرطبة ، ولم يزل ينتقل من موضع إلى موضع ، ودخل في خلال ذلك فاسا ، واستوطنها مدة ، وبها لقيه تلميذه الشيخ أبو مدين ، فلازمه وانتفع به ، وقرأ عليه كتاب ” السنن ” لأبي عيسى الترمذي ، ثم انتقل إلى قصر كتامة وبه توفي سنة ثمان وستين وخمسمائة ، ويقال : سنة ثلاثة وسبعين . ودفن خارج باب سبتة منه ، عن يمين الداخل ، وقبره هناك معظم مشهور . وكان – رحمه الله – من سادة الصوفية المتبعين المقتفين آثار السلف الصالح ، المهتدين بهديهم ، شديد التمسك بالكتاب والسنة ، وكان متمسكا في علوم القوم ، وكان العلماء والأولياء المشاة في الهوى يحضرون مجلسه ، وكان إذا أشكل عليه معنى ، نظر إلى جهة من جهات البيت ، فيجده مسطورا ، وأخبر تلميذه الشيخ أبو محمد عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل الأوسي – من أحواز قرطبة ، المعروف بالقصري ، لنزوله قصر كتامة ، المتوفى بسبتة – أنه رأى ليلة وفاته في السماء مكتوبا : فقد وتد ! . وممن تعرض لذكره : صاحب ” المرآة ” ، وذكر أيضا : أنه توفي بقصر كتامة ن ودفن خارج باب سبتة ، أحد أبواب القصر . ) . وقد جاء في كتاب التشوف إلى رجال التصوف لأبي يعقوب يوسف بن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن التادلي عُرف بابن الزيات . اعتنى بنشره أدولف فور . السنة 1958 م . مطبوعات معهد الأبحاث العليا المغربية . الصفحة رقم 211 . الترجمة رقم 81 ما يلي : ( ومنهم أبو الحسن علي بن خلف بن غالب القرشي : نشأ بشلب وقرأ بقرطبة . واستقر أخيرا بقصر كتامة وبه مات عام ثمانية وستين وخمسمائة . ويقال عام ثلاثة وسبعين . ) . أما كتاب جذوة الاقتباس في ذكر من حلّ من الأعلام مدينة فاس . الجزء الثاني . الصفحة رقم 468 ، رقم الترجمة 512 : فيحدثنا بمايلي : ( علي بن محمد ابن غالب الفاسي : علي بن غالب ، أحد فقهاء مدينة فاس ، أخذ عنه الشيخ أبو مدين ، وكان من العلماء . توفي بقصر كتامة ودفن خارج باب سبتة سنة ثمان وستين وخمسمئة . ) . 2 ) العارف الشريف سيدي علي بن أبي غالب الصاريوي دفين فاس : فقد جاء في كتاب سلوة الأنفاس السالف ذكره . الصفحة رقم 21 . رقم الترجمة 425 : ( ومنهم : الولي الصدر الكبير ، الشيخ الصالح الشهير ، ذو الأسرار الظاهرة ، والبراهين الباهرة ، حجام أهل الله تعالى ، المقصود لكل طالب وراغب ، أبو الحسن سيدي علي – الشهير بأبي غالب – الصاريوي دفين صاريوة : المحل المعروف الآن بالقليعة ، من داخل باب الفتوح بالقرب منها . شوهد لضريحه – رضي الله عنه – كرامات كثيرة ، وتصرفات شهيرة ، وبركات ظاهرة ، وخوارق باهرة ، ولا زال الناس يستشفون به من جميع الأمراض والعاهات ، وسائر العلل والآفات ، فيشفون ببركته ويجدون البُرء بعنايته وسر نفحته ، والأخبار بذلك منتشرة ، وفي سائر الأذهان مقررة مشتهرة . ) . ويعرف عند العامة بلقب ” مولاي علي بوغالب مول القلالش ” . أكتفي بهذا القدر من المعلومات كما وردت في مراجعها ، لتسليط الضوء على ذلك الاعتقاد الخاطئ والشائع عن شخصيتين من أشهر أولياء الله الصالحين بالمغرب ، وما يمتاز به كل واحد منهما من علم وصلاح وكرامات . وأن لكل منهما أتباعا ومريدين ، وأن لكل واحد منهما ضريحه في البلدة التي توفي فيها ، وهو معروف ومشهور بها . ومن أراد التوسع في هويتهما والاطلاع على حياتهما الكاملة ، فعليه الرجوع إلى كتب تراجم الأولياء ، وكتب التاريخ .