التصقت شخصية الحلاق في المتخيل الشعبي عندنا نحن المغاربة بذلك الرجل المتوسط السن ، المرهف الإحساس ، الفنان بالمقص والمشط اللذين بين يديه الناعمتين ، غالبا ما يكون الحلاق حاكيا ، قاصا شفويا ، يجمع من الثقافات بكم ما بستقبله من زبائن مختلفين في أوضاعهم الاجتماعية ، لا يمكن أن نتصور حلاقا بدون مذياع لا تنقطع أمواجه الإذاعية وبدون أسطوانات الغناء الكلاسيكي الذي لن تتمعن في كلماته وألحانه إلا عندما تستسلم قبالة مرآة عريضة وخلفك حلاق ودود ، مبتسم ، يتكلم تارة ويصمت تارة أخرى . بهاء القجيري حلاق فنان ، أخذ سر المهنة عن ماسبقوه كما لو أخذ مريد البركة من شيخه ، وبهاء ابن أسرة قجيرية و للأسرة قصة عميقة عمق الأزمنة والأمكنة . ولد بهاء بمدينة القصر الكبير سنة 1976 ، درس الابتدائي بمدرسة سيدي ابو أحمد التاريخية والإعدادي بالمنصور الذهبي والثانوي بالمحمدية ، يتخصص التلميذ في اللغة الإنجليزية لكن ظروفه الشخصية ستحول دون تتميم دراسته ويلتحق بمدرسة الحلاقة سنة 1999 ليتكون سنتين و يحل بمدينة طنجة زمنا يسيرا ثم يستقر بعدها بمدينته الأم حلاقا ذائع الصيت . بهاء صديق الزبناء على اختلاف أعمارهم وأوضاعهم أحب مهنته فأخلص لها ، وقد كانت له مساهمة إنسانية غاية الأثر في زمن كورونا ، فقد أخذ على نفسه أمام استنفار هيئات من المجتمع المدني بمساعدة المحتاجين والمعوزين والمسنين فاقدي السند وذلك بزيارة المحتاجين في " الفنادق " والأكواخ والقيام بالحلاقة مجانا مع اتخاذ أقصى طرق الوقاية والسلامة ، وقد ترك عمله الخلاق آنذاك أثرا ايجابيا ينم عن الطيبة والتكافل والتآزر وهي من أخلاق المغاربة عبر التاريخ عند اشتداد المحن . يهوى بهاء كرة القدم وكرة السلة ومشاهدة البرامج الوثائقية . يحب في التمثيل كلا من جوليا روبرت وطوم هانكس وروبير دي نيرو ، وفي المسرح محمد الجم وحسن الفد ، وفي الغناء مجموعة البينك فلويد الإنجليزية وهو العاشق للغة الإنجليزية ، وفي كرة القدم ميسي الذي يصفه بالأسطورة ، يحب في الشعر لافتات أحمد مطر وأدب محمد الماغوط . بهاء اسم على مسمى كما أحب أن أصفك ، أرى فيك إنسانا خلوقا ، بهيا ، خدوما ، محبا لمدينتك وأهلها ، شكرا لك . حفظك الله ورعاك ، وألبسك ثوب الصحة والعافية .