احتضنت دار الثقافة بالقصر الكبير يوم الأحد 03 يونيو ، فعاليات اليوم الثاني من الملتقى القرآني في دورته الثانية " دورة حفيظة المجول " الذي تنظمه الجمعية الإسلامية للثقافة و التنمية الإجتماعية بالقصر الكبير بمناسبة شهر رمضان ، تحت شعار " قد أفلح من تزكى " بحضور جمهور غفير من المدعوين و أعضاء من المجلس الجماعي للمدينة و فعاليات من المجتمع المدني. وقدمت فقراته الاستاذة رحيمة الغيلاني. فعاليات اليوم الثاني من الملتقى القرآني افتتحت بقراءة قرآنية عطرة ، شنفت بها مسامع الحاضرين المقرئة المغربية هناء الدكاري الحاملة للقب مواهب في تجويد القرآن الكريم لسنة 2014 ، تلتها مداخلة المستشار الأسري و المهتم بالدراسات القرآنية الأستاذ عبد الحليم الركراكي في موضوع " اضاءات تربوية من آيات قرآنية " تطرق فيها إلى التعريف بمفهوم السعادة ، معتبرا أنها تبنى على أساس العلاقات الجيدة مع الأخرين، مميزا في مداخلته بين ثلاث أنواع من العلاقات ،وهي علاقة تملك ، علاقة تطابق ، علاقة تكامل ، معتبرا أن كل شخصية إنسانية لها خصوصياتها التي تتميز بها و أشياء مشتركة تجمعها بالأخر ، و أن العلاقة الجيدة تقوم اساسا على تحديد المشترك و تنميته و المحافظة عليه . و لنجاح أي علاقة إنسانية يقول المستشار الأسري عبد الحليم الركراكي لا بد من توفر شرطين أساسين و هما الصدق و الإحسان معرفا بكل منها و السبيل لهما ، مستشهدا في مداخله بقصص من القران الكريم و خاصة قصة يوسف عليه السلام ، واعتمد في مداخلته على التفاعل الايجابي مع الجمهور الحاضر. الجمهور الغفير الذي حج لمتابعة فعاليات اليوم الثاني من الملتقى القرآني ، كان على موعد مع عرض شريط وثائقي تعريفي بالأستاذة الحافظة و العالمة الجليلة حفيظة المجول، التي حمل الملتقى القرآني في دورته الثانية اسمها ، و للإشارة فحفيظة المجول ، ازدادت بمدينة القصر الكبير سنة 1947 ، و التحقت في صغرها بالكتاب القرآني ، و في سنة 1953 التحقت بالمدرسة الأهلية و بعد حصولها على الشهادة الإبتدائية، التحقت بالمعهد المحمدي بالمدينة ،و استكملت دراستها الثانوية بثانوية جابر بن حيان بمدينة تطوان حيث نالت شهادة الباكالوريا سنة 1965، لتلتحق بالمدرسة العليا للأساتذة ، حيث عينت أستاذة بالمعهد الديني بالقصر الكبير ، و لكن بعد زواجها غادرت سلك التعليم و انخرطت في برامج الوعظ و الإرشاد كعضوة بالمجلس العلمي المحلي لمدينة طنجة، و ضيفة شرف الملتقى سبق لها الفوز سنة 2009 بجائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم. ضيفة شرف الملتقى في كلمة لها بالمناسبة ، تقدمت بالشكر الجزيل للجمعية المنظمة على هذه الإلتفاتة النبيلة اعترافا و تقديرا للمرأة القصرية في كل مكان ، و نوهت بأنشطة الجمعية في سبيل العناية بالقرآن الكريم. كما عملت الجمعية المنظمة على تكريم عضو الجمعية الروائي و الناقد مصطفى الجباري اعترافا و تقديرا لخدماته و مجهوداته في سبيل العناية بالقرآن الكريم وفي الرقي بجميع أنشطة الجمعية. من اللحظات المؤثرة في اليوم الثاني للملتقى القرآني لحظة تكريم الخاتمات لكتاب الله ، وعددهم 17 حافظة لكتاب لله ، من اللواتي حفظن القرآن الكريم في المدارس و المراكز القرآنية بالقصر الكبير ( مدرسة الإمام الهبطي ، مدرسة عبد الجليل القصري ، مركز الامام ورش ، الجمعية الإسلامية ) ، وعلى هامش الملتقى القرآني الثاني، احتضن رواق دار الثقافة معرضا فنيا للحرف العربي للفنانة الحروفية رجاء بن مصباح ، تضمن لوحات مزجت فيها رجاء بن مصباح بين الحرف و اللون تحت مظلة الابداع الفني المتميز و الهادف، ملامسة بذلك قضايا ذات بعد رسالي و قيمي. اليوم الثاني من الملتقى القرآني ، اختتم بتوزيع الشواهد التقديرية على المشاركين في الملتقى و الحافظات لكتاب الله ، و انتهى على ايقاع أنشودة دينية لأطفال الجمعية الاسلامية بالقصر الكبير.