اعتبر المفكر السوري خالص جلبي، أن “الردة” مفهوم خطير، مشيرا إلى أنها فضيحة فقهية غير موجود في الإسلام. واستشهد جلبي الذي كان يتحدث في سمر رمضاني نظمته ليلة أمس الجمعة 17 ماي الجاري، مقاطعة بني مكادة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني بالمقاطعة، بما جاء في القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها “من شاء فاليؤمن ومن شاء فليكفر”، وفي محل آخر يقول الله سبحانه وتعالى ، “إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا”. ودعا جلبي، الذي كان يتحدث أمام حوالي 120 شخصا بالمكتبة الوسائطية ببني مكادة، إلى تشكيل العقل النقدي والتحرر من الأوهام المتواجدة في الأذهان، ليكون العقل مفتوح على كل المعلومات ويقرأ كل الأفكار و الثقافات . من جهة أخرى، وفي معرض حديثه عن ما يجري ببلده سوريا، والعراق واليمن وليبيا، قال المفكر السوري أنه ثمة انحطاط، والانحطاط بالدرجة الأولى ثقافي، معتبرا، أن الانحطاط السياسي هو نتيجة طبيعية للانحطاط الثقافي، محيلا، إلى ما قاله المفكر الجزائري مالك بن نبي من كون هزيمة 67 كانت هزيمة حضارية بالدرجة الأولى، ناصحا الحاضرين بقراءة كتبه التي اعتبرها قيمة. وأوضح المتحدث، أن الانحطاط الثقافي هو مورث للانحطاط السياسي والاقتصادي، والعالم الإسلامي اليوم يعيش على إيقاع الانحطاط، مستدركا إلى أنه ليس بصفة بنيوية جدرية جينية، وأن أي تغيير لا بد وأن يأتي من المناخ الفكري، وتفكير ووجود العقل النقدي، وحرية للتعبير. المحاضرة التي عرضت تحت عنوان “قوانين بناء المعرفة”، قال فيها المفكر السوري، نحن صرنا أمة اسمها الأمة الإسلامية وهذه الأمة لها مقدسات، القرآن والرسول، وظهرت على مسرح التاريخ منذ حوالي 1400 سنة، ولكنه مع الولادات الأولى حصلت تشوهات، والجيل الحاضر يدفع ثمن هذه التشوهات. وزاد المتدخل، أن أول انحطاط وقع كان سياسيا عندما وقع صراع على السلطة، تمثل في معركة “صفين” سنة 32 هجرية، والتي وصفها بالمفصلية للانحطاط القيم، مبرزا أنها أفرزت ثلاث اتجاهات، والتي طبعت العقلية الإسلامية تقريبا في معظمها ولا زالت حتى الآن، الأول الاتجاه الذي وصفه ب”المرواني” نسبة إلى عبد الملك بن مروان الذي فاز بالسلطة، وأما الفريق الثاني فهو يقول “إن الخلافة ليست في قبيلة”، أما الفريق الثالث فهو ما قال عنه أنهم “داعش فاحش وهم الخوارج الدمويين الذين استباحوا دماء المسلمين”. وأضاف المتدخل، أن هناك انهيار ثاني وقع في عهد العباسيين،تصنيفات وهو انهيار قال إنه “فكري حيث توقفت عملية الاجتهاد، انضاف إليه ضربة ثالثة التي نحن في نهايتها وهي مشكلة المعرفة”. وأشار المتحدث إلى ما جاء في كتاب “الأسئلة” الذي وضعت فيه حسبه ثلاث قواعد، “أن لا أسلم عقلي لأي فكرة سابقة، وأقوم بالملاحظة والتجريب، وأقوم بصياغة النتائج على شكل معادلات رياضية”، مشيرا إلى أن هذا أدخلنا في مشكلة المعرفة، مبرزا أن الخرافة هي التي كانت تسيطر على عقول الناس وتصوراتهم . وأكد الباحث، أن هذه التصريحات لا يستطيع التصريح بها في أماكن أخرى، في إشارة إلى بلده سوريا، ولن يسمح لي يضيف وسوف يحاسبونني على هذا الكلام، ولقد حوسبت على أقل من هذا، معترفا أن في المغرب ثمة هامش للحرية، داعيا إلى الحرص عليه وتطهيره من العنف، لأن العنف يعني الجريمة والكمون والإفلاس الأخلاقي.