أجبر القانون الجديد الذي سنته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعض المدربين المغاربة على خوض تجارب في الخارج ببلدان عربية وأفريقية مختلفة، هربا من العطالة في المغرب والتي أصبحت تقلق كل مدرب ينفصل عن فريقه، حيث لا يحق له التوقيع مع فريق مغربي أخر، ما يجعله مجبرا على التفكير في الهجرة بحثا عن مورد رزق. ويعاني المدربون المغاربة في البطولة، خوفا من مقصلة الإقالة التي لا تسمح لهم مجددا بالتعاقد مع فريق جديد، خلال موسم واحد وهو ما جعل العديد من المدربين في المغرب، يهاجرون صوب الخارج بحثا عن أفاق أرحب، في الوقت الذي يرفضون اللحاق بأندية مغربية مغمورة في الدرجة الثانية من البطولة المغربية.
المدربون في المغرب وبعدما ظلوا لسنوات طويلة متقوقعين على أنفسهم، دون أن يتمكنوا من فرض ذواتهم بالخارج،عكس باقي المدربين العرب والأجانب الذين اكتسحوا البطولة المغربية ،وجدوا أنفسهم مجبرين للبحث عن أفاق أرحب بعد القانون الجديد، الذي فرضته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بقيادة رئيسها فوزي لقجع في الوقت الذي كانت فيه نفس الوجوه هي التي تدرب مختلف أندية البطولة المغربية، دون أن تترك الفرصة لأخرين للإشراف على الأندية، وهو الأمر الذي اضطر بعض المدربين المغاربة للاغتراب، لاكتشاف واقع التدريب خارج المغرب سواء في بلدان عربية أو أفريقية. قانون طوارئ فرض قانون المدرب الذي تم اعتماده الموسم المنصرم ما يشبه حالة الطوارئ بين المدربين ، قانون التف حبله حول أعناقهم وتحول من نعمة لنقمة لدى البعض وليفرض عليهم هجرة صوب الخارج هروبا من عمالة مفروضة بقوة القانون، لتنشط هجرة المدربين المغاربة خلال آخر موسمين . وتطلع المدربون المغاربة بكثير من التفاؤل لتنقيح العقد بعد سنة واحدة على تطبيقه، مستندين في هذا على ما توصلوا إليه من خلاصات وهم يقيمون حصيلته. ورفعت الأطر المغربية ملتمسا لرئيس العصبة، ومنه لرئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع، سعيا خلف إضافة بند يتيح أمامهم إمكانية الممارسة مرتين في ذات الموسم و في نفس الدرجة. الرد لم يتأخر ولقجع طبق صرامته المعهودة في التعاطي مع قرارات من هذا النوع، من خلال رفضه مناقشة أي إجراء يروم تعديل القانون. بعض المدربين ومنذ علمهم بما تمخض عن لقاء رئيس ودادية المدربين المغاربة عبد الحق رزق الله ولقجع أعلنوا حالة الطوارئ، وأيقنوا أنهم طوقوا عنقهم بحبل ويفترض أن يدبروا أمورهم بما تفرضه من كياسة وحكمة كي لا يتكرر مثل ما حدث مع فؤاد الصحابي ويوسف لمريني وغيرهم من المدربين الذين سددوا الفاتورة على السريع، بعدما تم إبعادهم من فريقي المغرب التطواني وأولمبيك خريبكة في الجولات الأولى من البطولة، ليعانوا بعدها من العطالة. الغاية تبررها الوسيلة الغاية هي تفادي العطالة والظفر بعقد عمل والوسيلة هي الهجرة وأن تكون التجربة الأولى خارج المغرب على عكس السابق. ما عاشته بعض الأسماء من قبيل رشيد الطوسي و عزيز العامري وامحمد فاخر و بادو الزاكي .. حين تمت إقالتهم واستحال عليهم أن يمارسوا في البطولة المغربية، كما استحال عليهم أن يدربوا فرقا من القسم الثاني،كان محرضا على ابتكار حل ، والحل جاء في صورة الإقدام على مغامرة التدريب خارج المغرب والتعريف بأنفسهم بالخارج وتكسير جدار الخجل الذي ميز تجاربهم السابقة. لذلك لمسنا ومنذ تفعيل بنود القانون وتطبيقه بصرامة نشاطا ملحوظا على مستوى هذه الهجرة و التي استهلها زاكي بادو فور إقالته من تدريب إتحاد طنجة إذ انتقل سريعا لشباب بلوزد، قبل أن يلحق بعدها بمولودية وهران الذي غادره بعدها، لسوء النتائج في الدوري الجزائري، قبل أن يعود للمغرب ويتعاقد هذا الموسم مع الدفاع الحسني الجديدي. ما قام به زاكي بادو و خاصة النجاح الباهر الذي حققه وهو يتوج بكأس الجزائر مع شباب بلوزداد، سيكون حافزا لبقية المدربين الذين انتهت صلاحية اشتغالهم بالبطولة المغربية ليستنسخوا الخطوة، ففي الوقت الذي عانى فيه البعض في إيجاد أندية للتعاقد معها في بلدان عربية، اتجه صوب بلدان أفريقية، مثلما حدث مع المدرب مرجان الذي خاض تجارب مختلفة في الغابون، ومؤخرا الغافولي الذي كان قد وقع مع فريق واك من كوت ديفوار. سفر مغاربي منذ تجربة امحمد فاخر مع النجم الساحلي التونسي، والتي لم تكن موفقة كما يعلم الجميع، لم نلمس تحركا لبقية الأطر المغربية لتلتحق بالأندية المغاربية سواء بتونس أو الجزائر أو ليبيا. وعلى عكس غزو مدربين من شمال إفريقيا مثل فوزي البنزرتي وأحمد العجلاني وكذا كمال الزواغي وغيرهم إضافة لتجارب طارق مصطفى وحسن شحاتة من مصر و عبد الحق بنشيخة وعز الدين أيت جودي من الجزائر، فإنه على العكس من ذلك تماما ظل المدربون المغاربة متقوقعون ومنكمشون على ذواتهم. سفر الزاكي الجزائر في تجربتين على التوالي مع بلوزداد ومولودية الجزائر، كررها رشيد الطوسي مع بلوزداد ووفاق سطيف، وليسافر يوسف فرتوت صوب البطولة الليبي وبالضبط لفريق الأهلي ويختمها فؤاد الصحابي بمغامرة فريق الأخضر بليبيا أيضا. وهنا نلمس أن قانون المدرب كان هو المتحكم في هذه الهجرة، كون المدربون اختاروا بلدانا قريبة من المغرب ،تحينا لفرصة العودة السريعة وترقبا لمصير ضحية القانون بالبطولة المغربية يفسح أمامها مجال العودة إليه. الخليج الحصين وإن استثنينا التجارب القوية لحسين عموتة وعلى أعلى المستويات بالبطولة القطرية، والتقدير الذي ناله وحظي به من هناك وقيمة العقد والأسماء التي أشرف عليها، فإن الخليج العربي ظل وجهة حصينة وقلعة منيعة على المدربين المغاربة بخلاف السابق أيام الراحل عبد الله بليندة وعبد الغني الناصيري وعبد القادر يومير. وتحت إكراه القانون الجديد رحل عزيز العامري وهو يحمل في سجله وصف البطل، ليخوض تجربة في الدوري القطري مع نادي الخريطيات كانت فاشلة بكل المقاييس. صحيح أن العوائد المالية التي ظفر بها العامري تفوق ما تحصل عليه مع أقوى الاندية المغربية التي دربها كالمغرب التطواني والجيش الملكي وكذا أولمبيك أسفي، لكن تواجد مدربين عالميين وأسماء لها سيرة قوية، عربية منها واوروبية شكل صعوبة للمدربين المغاربة لإيجاد موطئ قدم في البطولات الخليجية، التي أصبحت أنديتها تقوم بتعاقدات مع أسماء عالمية، للاستفادة من الخبرة التي راكموها رفقة كبريات الأندية الأوروبية، وكذا المنتخبات العالمية.