نقش الدولي المغربي السابق، جواد الزايري إسمه في تاريخ كرة القدم المغربية والمنتخب الوطني بالضبط، فالرجل كان من أبرز المواهب التي مرت بصفوف “أسود الأطلس”، بعدما خاض العديد من التجارب الكروية قادته للعب في العديد من البلدان، لغاية توديع الملاعب بعد محطات متنوعة حرص من خلالها على الرفع من قيمة اللاعب المغربي الذي نشأ وترعرع في أوروبا وظل مرتبطا بوطنه الأصلي. بداية الحكاية أطلق جواد الزايري صرخة الحياة بمدينة تازة في 17 أبريل 1982 ، قبل أن يهاجر رفقة أسرته لفرنسا التي تعلق فيها وهو صغير السن بكرة القدم، وأمام تفوقه على باقي أقرانه، قرر صبيحة ذات يوم التوجه صوب مقر نادي غونيون الفرنسي الذي كان يقوم آنذاك بإختبارات لضم أجود اللاعبين لصفوفه. لم يكن أمام جواد الوقت الكافي ليظهر كامل إبداعاته فوق المستطيل الأخضر، حتى تم إختياره ضمن لائحة المقبولين ، ليوقع فيما بعد على أول عقد إحترافي في مسيرته الكروية، وبالضبط في موسم 2000- 2001، ومع تألقه مع فريقه الجديد، راج إسم اللاعب الشاب بقوة بين أوساط المنقبين عن المواهب، الذين شرعوا في التقرب من جواد بين من يعده بضمه لباريس سان جيرمان ومن يعده بأولمبيك مارسيليا، وحتى الإحتراف خارج فرنسا، لكنه قرر في الأخير إختيار سوشو . محطة جديدة كبرت أحلام جواد الزايري بمجرد أن إلتحق بسوشو، حيث تذوق حلاوة الإحتراف الحقيقي، بعدما باتت الأضواء مسلطة عليه من قبل الإعلام الفرنسي، بعدما قدم أوراق إعتماده كلاعب مميز بإمكانه النجاح داخل الفريق الأصفر. خطف الزايري الأنظار مع سوشو، بطريقته البلهوانية في اللعب، فالشاب الذي كان عاشقا فيما قبل للعب كرة القدم داخل القاعة، التي تتطلب تقنيات كبيرة ، وجد نفسه في الملاعب الكبيرة مطالبا بإظهار كامل فنياته ، لتتواصل إبدعات جواد الذي لم يجد الطريق مفروشا أمامه في البداية، لأن طريقة لعبه تختلف كثيرا عن باقي اللاعبين، وهو الأمر الذي كان دائما يخلق له الكثير من المشاكل مع زملائه والمدربين، لرغبته في الإحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن، لكن سرعان ما تفهم الجميع فيما بعد طريقته في اللعب،لذلك إستمر مع سوشو لنحو خمس مواسم خاض فيها 106 مباراة كأساسي سجل فيها 7 أهداف وكان من وراء العديد من التمريرات. موسم مع بوافيشطا ونانت في 2006 توصل جواد الزايري بعرض من إتحاد جدة بعقد لمدة 6 أشهر على سبيل الإعارة، وقع مع الفريق للعب في السعودية لكنه ألغى العقد مباشرة بعد ذلك، لعدم صرف مستحقاته المالية، ليقرر العودة إلى أوروبا حيث إلتحق بالبطولة البرتغالية، وإختار اللعب مع بوافيشطا الذي خاض معه 6 مباريات وسجل هدفا واحدا في تجربة لم تكن موفقة بشكل كبير أمام اللاعب المغربي، الذي قرر حزم حقائبه والعودة إلى فرنسا، ليحتار نانت الذي لعب معه موسما واحدا أيضا لم يخض فيه سوى 9 مباريات، بسبب إصابة تعرض لها اللاعب حرمته أيضا من الإستمرار مع المنتخب المغربي الذي ظل واحدا من نجومه لسنوات طويلة، مع جيل يوسف حجي ويوسف مختاري، وأيضا محمد اليعقوبي ومروان الشماخ الذين ساهموا في صنع جزء من تاريخ المنتخب المغربي. خمس سنوات باليونان بعد تجربة فرنسا، توجه جواد الزايري للعب في البطولة اليونانية وإختار فريق أسترياس تريبوليس، الذي لعب في الفترة مابين 2007 و2009، وخاض رفقته 46 مباراة ماجعله يعود للأضواء ، حيث أصبح في تلك الفترة حديث الإعلام الرياضي اليوناني الذي نوه به كثيرا، ليقرر العملاق أولمبياكوس اليوناني ضمه ليخوض معه موسمين مابين 2009 و2011، إستطاع فيها الظهور في 49 مباراة كأساسي مسجلا 3 أهداف ، بعدما كان يلعب دور الموزع داخل الفريق الذي قرر تركه بعد ذلك للعب مع باس جيانينا لموسم واحد،قبل أن يرحل غير بعيد عن اليونان، وبالضبط صوب قبرص للعب مع أنرتوسيس فاماغوست الذي خاض معه 11 مباراة سجل منها هدفا واحدا. لم تتوقف مسيرة جواد الزايري عند هذا الحد، فعشقه لكرة القدم جعله يسافر للعب في سلطنة عمان مع فريق النصر صلالة في تجربة قصيرة، قبل أن يعود في 2015 للعب مع زكينتوس اليوناني . موهوب بالفطرة خاض الزايري أزهى فتراته مع المنتخب المغربي الأول، تحت إشراف الناخب الوطني زكي بادو ، حيث ساهم في بلوغ المغرب لنهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس، وكان من الجيل الذي تألق في مواجهة الجزائر الشهيرة، ببلاد نسور قرطاج آنذاك ،ليدخل قلوب المغاربة، لأهدافه الساحرة ولمساته المثيرة، التي جعلته نجما عند الجمهور المغربي، الذي يحتفظ لإبن تازة بذكريات رائعة، لأنه من الجيل الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب القاري، لكن الحظ خانه ليقرر اللاعب بعد سنوات من الركض في الملاعب، تخصيص وقته الحالي للدراسة ومطالعة الكتب ، في إنتظار دخوله غمار عالم التدريب الذي يستهويه ويأمل في دخوله بعدما ودع الكرة كلاعب.