تألق مروان زمامة بقميص الرجاء البيضاي، وكان من أبرز المواهب التي مرت في تاريخ الفريق الأخضر، قبل أن يعانق الإحتراف الأوروبي ويحقق حمله باللعب مع المنتخب المغربي. قليل الكلام مبدع بالأقدام خطف قلوب الرجاويين، وكان من أمهر اللاعبين الذين جاورا صفوف القلعة الخضراء، وحتى وبعد تواريه عن الأنظار، إلا أن عشاق النسور يخصونه بإحترام كبير ،ويجمعون على أن زمامة كان واحدا من ألمع نجوم الكرة المغربية.
من تابريكت للرجاء في حي تابريكت بمدينة سلا، ظهر موهبة لاعب فنان أثار الإنتباه إليه منذ حداثة سنه، بتقنياته الكبيرة وقدرته على التلاعب بمن هم أكبر منه سنا،وفي الوقت الذي أذهل مروان زمامة العديد ممن تفرجوا عليه،وهو يداعب الكرة قرر المبدع القصير طرق باب فريق شباب تابريكت لمجاورته قبل أن يلفت أنظار مسؤولي الرجاء الذين حضروا لمدينة سلا من أجل إستقطابه لعش النسور، بعدما كان أصحاب القرار داخل الفريق الأخضر يتوفرون على أعين تقنية تشتغل معهم في كافة التراب المغربي لضم أجود اللاعبين. صغير السن بتجربة متواضعة ،توجه مروان صوب الدارالبيضاء لينبهر بالأجواء التي وجدها أمامه ، ليقتحم قلعة النسور سنة 1997 قبل أن يغادرها في 2006 ، في مسيرة ناجحة للمايسترو المتألق الذي يحظى بإحترام الكثير من الجماهير الرجاوية، بعدما توج مع النسور بألقاب ظلت خالدة في ذاكرة العديد من الرجاويين، الذين يتدكرون كيف كان زمامة يتفنن في مراوغة الخصوم ويتلذذ في تجاوزهم عبر القناطر الصغيرة. تألق في إسكتلندا بعد تجربة قصيرة قادت مروان زمامة للعب رفقة نادي قطر، طار اللاعب لإسكتلندا حيث جاور فريق هيبرنيان الذي لعب معه لخمس سنوات،توج فيها بكأس الرابطة الإسكلنجية وقبلها بقطر حاز على لقب أمير الدولة. عاش زمامة على إيقاع النجاح في البطولة الإسكتلندية، وإستفاد من فترة إعارة لعب من خلالعا في الإمارت رفقة نادي الشعب، الذي تألق رفقته ليجد لنفسه مكانا رفقة المنتخب المغربي الأول، في فترة كان أسود الأطلس يبحثون عن ذاتهم مع الفرنسي روجي لومير،حيث ما إن إنضم زمامة للمنتخب المغربي حتى ترك بصمته في وسط ميدان المنتخب المغربي، دون أن تتاح له الفرصة للإستمرار في عرين أسود الأطلس، رغم المؤهلات التقنية الكبيرة التي كان يتوفر عليها، والتي جعلته يبهر بها في إسكتلندا، حيث ظل إسمه حاضرا بقوة في وسائل الإعلام التي كانت تعتبره من أبرز المواهب التي مرت بالبطولة الإسكتلندية، بالنظر لقدرته على إختراق دفاعات الخصوم والتفوق عليهم في أصعب المواقف وفي أضيق المساحات من الملعب. نجاح آخر مع ميدلسبره كان مروان زمامة يحلم دوما باللعب في إنجلترا، لذلك قرر في سوق الإنتثالات الشتوية من سنة 2011، الإلتحاق بصفوف ميلدسبره في البطولة الإنجليزية بدرجتها الأولى. لفت زمامة من جديد الأنظار إليه بعدما خاض مع الفريق 41 مباراة، سجل فيها 8 أهداف غير أن الحظ لم يقف إلى جانبه، حيث ظل يغيب بشكل غير مفهوم عن صفوف المنتخب المغربي ، رغم الأداء الذي بصم عليه مع ميدلسبره، حيث كان اللاعب في أتم جاهيته البدنية والذهنية، وكان يتميز بتسديداته القوية والمركزة من بعيد، ناهيك عن تخصصه في ضربات الأخطاء والتمرير، ناهيك عن النظرة الثاقبة داخل الملعب، دون أن يجد له مكانا بعدها في المنتخب المغربي، وهو الأمر الذي حير آنذاك الكثير من المحليين الرياضيين، الذين إستغربوا كيف أن لاعبا بإمكانيات مروان زمامة ظل يغيب عن المنتخب المغربي الذي كان في حاجة لإمكانياته ،وللاعب يتوفر على مواصفاته لشغل مركز وسط الميدان. عودة لعش النسور بعد تجربة الإحتراف الأوروبي عاد مروان زمامة في 2013 لعش النسور، لخوض تجربة جديدة مع الفريق الأخضر،لم تستمر طويلا ليقرر بعدها ترك الفريق الأخضر الذي عاش معه سابقا أزهى الفترات والأيام، حيث سبق وتوج معه في التجربة الأولى بعدة ألقاب وكؤوس، أبرزها كأس العرش سنة 2005، وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم سنة 2003، ناهيك عن دوري أبطال العرب سنة 2006 ، وقبل ترك زمامة لملاعب الكرة كانت له تجربة قصيرة مع وداد تمارة، قبل أن يفكر اللعب مؤخرا في دخول عالم التدريب، حيث بدأ في التحصيل العلمي لنيل الشواهد التي ستؤهله للإشراف على إحدى الأندية مستقبلا، علما أنه يمني النفس كي تكون الإنطلاقة من بيت الفريق الأخضر، الذي تحرص إدارته على فسح المجال للعديد من أبناء الفريق للإشراف على فئاته الصغرى، مثلما فعلته مع العديد من المدربين قبله والذين شقوا مسار التفوق في دكة الإحتياط كمدربين بعدما تألقوا بقميص الرجاء كلاعبين.